هيكل ومكرم يطالبان بإلغاء الأحكام العرفية

في نوفمبر 1949 نشرت مجلة المصور خبرا تحت عنوان (هيكل ومكرم يتفقان على ضرورة إلغاء الأحكام العرفية) تقول فيه:
ازداد نشاط المطالبين بإلغاء الأحكام العرفية في الفترة الأخيرة، ومن المنتظر أن يظل هذا النشاط في اطراد لاقتراب موعد الانتخابات العامة، وفيما يلى رأيان لقطبين أحدهما رئيس أحد الأحزاب المؤتلفة في الحكم، والآخر رئيس حزب غير مشترك في الائتلاف.
قال الدكتور محمد حسين هيكل "كنت دائما من أنصار الحرية والمعارضين لكل قيد يفرض على الحريات العامة، وقد أبديت رأيى في ضرورة إلغاء الأحكام العرفية حين كان إبراهيم عبد الهادى باشا رئيسا للوزراء، وما زلت عند هذا الرأى... فلست أقر بقاء هذه الأحكام إلا للضرورة القصوى.
وإذا كانت الحجة في إبقائها صيانة للأمن العام.. فمعنى هذا دوامها.. وحتى هذه الحجة لم يعد لها محل.. إذ أن الأمن في البلاد قد استتب، وفى القانون ما يكفل حمايته.
وقال مكرم باشا عبيد "سبق أن أبديت رأيى في مجلس النواب، وأحمد الله أن الكثيرين ممن عارضونى أصبحوا ينادون بإلغاء الأحكام العرفية التي لم يعد ثمة عذر في إبقائها في الوقت الحاضر، ولاسيما أن ألغيت هذه الأحكام في جميع الدول العربية التي اشتركت في حرب فلسطين.
إننا الآن أحوج ما نكون إلى استكمال حريتنا الراهنة لا إلى إنقاصها.. وكيف يتيسر للشعب المصرى السودانى الجهاد حتى الاستشهاد في سبيل القومية في وقت حرم فيه من الحريات الدستورية الأولية.
ثم إننا قادمون على انتخابات توصف بأنها حرة.. فكيف بالله تتوفر هذه الحرية في ظل أحكام عرفية.