رئيس التحرير
عصام كامل

وليد جنبلاط.. «أخطبوط» العلاقات السورية اللبنانية.. دعمه حافظ الأسد في السبعينيات فانقلب على نجله في 2011 بعد اندلاع الثورة السورية.. اتهم «بشار» بقتل «الحريري».. وتحالف

وليد جنبلاط
وليد جنبلاط
18 حجم الخط

في تصريح لجريدة «الأنباء» الإلكترونية التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي طالب وليد جنبلاط، رئيس الحزب، دروز سوريا أن يخرجوا من عباءة النظام السورى والانضمام للثورة السورية المستمرة، وهو ما يعد تحديًا واضحًا لنظام بشار الأسد الذي دعمه «جنبلاط» بعد اندلاع الثورة السورية فى عام 2011.


التمرد على الأسد
مطالبة «جنبلاط»، دروز سوريا بالتمرد على نظام الأسد يعد تطورًا كبيرًا بين الحزب التقدمي الاشتراكي ودمشق التى دعمت الحزب في الحرب الأهلية فى سبعينيات القرن الماضي لينتصر بعدها «جنبلاط» ويتم توقيع اتفاقية الطائف التى دخل من خلالها الوزارة، وكانت سوريا من الأطراف الأساسية في الاتفاقية، واستمرت العلاقة بين دمشق الحزب التقدمى فى لبنان حتى اندلاع الثورة السورية عام 2011.

جنبلاط والأسد الأب
وتعود علاقة وليد جنبلاط البالغ من العمر 65 عامًا الذي يتزعم الطائفة الدرزية المسلمة بسوريا، إلى الحرب الأهلية فى لبنان، إذ قدمت دمشق الدعم للحركة الوطنية المتمثلة وقتئذ فى وليد جنبلاط وجورج حاوي، الأمين العام للحزب الشيوعى، ونبيه برى، رئيس حركة أمل الشيعية.

اغتيال الحريري
استمرت العلاقات بين جنبلاط وبين الأسد الأب وابنه حتى اغتيال رفيق الحريري، رئيس مجلس الوزراء اللبنانى فى 14 فبراير 2005 ليعلن «جنبلاط» بعدها التمرد على النظام السورى ويتهمه مباشرة فى العام الثانى لذكرى وفاة الحريرى بأن المسئول عن قتله هو بشار الأسد، واصفًا إياه بأنه مجرم وسفاح، لتنقطع بعدها الصلات بين جنبلاط وبين الأسد حتى عام 2010، حينما أعلن جنبلاط في حديث تليفزيوني أن حديثه عن الأسد كان لحظة انفعال، ولم يقصد ذلك وهو ما اعتبره الأسد اعتذارًا مقبولًا تم على إثره استقبال لجنبلاط فى سوريا وجمعه لقاء بالرئيس بشار الأسد.

الثورة السورية
بمجرد اندلاع ثورة سوريا أعلن وليد جنبلاط عصيانه على الأسد مرة أخرى، وطالب الجميع بالتمرد، ولكن سرعان ما تبدل هذا الحماس بتغاضى واضح عما يحدث فى سوريا بعدما بدأ نظام الأسد بتوطيد قواعده ومحاصرة المتمردين مع الدعم الروسى والإيرانى لسوريا أجبرا «جنبلاط» على عدم الحديث عن سوريا حتى شهدت الفترة الأخيرة جولات مكوكية لجنبلاط في عدد من الدول المجاورة ليعود بعدها ويهاجم سوريا، خاصة بعدما عجز الأسد عن السيطرة على بعض أماكن المتمردين.

جنبلاط الذي دعمته دمشق هاجمها أيضًا في معركة اختيار الرئيس الجديد للبنان، والذى يختاره مجلس النواب وفقًا للبرلمان اللبناني، وبدخول الحزب التقدمى الاشتراكى بقيادة جنبلاط إلى تحالف 14 مارس مع حزب القوات اللبنانية الذى أسسه بيير الجميل ويدعمان العماد ميشيل عون، رئيس التيار الوطني الحر والمتطلع لرئاسة لبنان.

تحالف «جنبلاط» مع العماد ميشيل عون وحزب القوات اللبنانية يثير أيضًا التساؤل حول السياسي الكبير الذى خاض حربًا راح ضحيتها عشرات الآلاف من اللبنانيين المدنيين ضد القوات اللبنانية برئاسة بشير الجميل المتحالف مع إسرائيل وقتها ضد النظام السوري الداعم "جنبلاط".

ويعد موقف جنبلاط الذى نسى أعداء الأمس ليصبحوا أصدقاء له مثار علامات استفهام حول الرجل وإلى أى جهة ينتمى فى تلك الأوقات.
الجريدة الرسمية