رئيس التحرير
عصام كامل

عميد «الدراسات الإسلامية» بجامعة الأزهر: الإرهاب صناعة غربية وناره ستمس صانعيه.. الخطاب الديني الأزهري كان سببا في حماية إرادة المصريين.. ظهور الفكر التكفيري يرجع إلى عدم الفهم الصحيح للإسلا

جامعة الأزهر - صورة
جامعة الأزهر - صورة أرشيفية

أكد الدكتور محمد أبو عاصي، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الأزهر مؤسسة عريقة تمثل الفكر الإسلامي المعتدل تعيش في ضمير ووجدان الأمة، وأي مؤسسة تعيش في ضمير الأمة هذه السنين بالتأكيد هي مؤسسة معتدلة، فالاستمرار يؤكد على قيام الأزهر الشريف على أسس سليمة شرعًا، بالإضافة إلى منهجه الوسطى المتمثل في مناهجه التعليمية وشيوخه.


وأضاف «أبو عاصي»، خلال لقائه ببرنامج «الحياة اليوم»، المذاع على قناة «الحياة»، اليوم، أن «الأزهر دوره مفعل، تارة من خلال الكتب والفتاوى والخطب، وتارة أخرى من خلال القوافل الدعوية، ولم يغب أبدا وهو يمارس دوره في محاربة الفكر المتطرف بكل أشكاله».

وأرجع ظهور أصحاب الفكر التكفيري إلى سببين أساسين: الأول، هو عدم الفهم الصحيح للدين عند الكثير من الشباب، وذلك لسوء فهم الفقه والعقيدة، ولغياب المناهج التعليمية التي توضح المعنى الحقيقي عن الجهاد والتكفير، وذلك يرجع لأن وزارة التربية والتعليم لا تخضع للأزهر الشريف. السبب الثاني، هو قيام الغرب على صناعة الإرهاب وناره ستمس صانعيه.

وعن دوره في تطوير مناهج الأزهر قال إن اللجنة التي تطور المناهج تعمل منذ سنتين، يشرف عليها وكيل الأزهر، وتضم نخبة من التربويين وعلماء النفس والاجتماع، ويقوم الإمام الأكبر بمراجعة هذه المناهج بنفسه، وليس الأمر كما يشاع في الإعلام، فلجنة تطوير المناهج تنظر في التطوير كل سنتين؛ لنخرج بكتاب يواكب العصر، فنحن ننظر في المناهج وواقع الناس ونطور الكتب بما يتناسب مع الواقع.

وتعجب «أبو عاصي»، من بعض القنوات التي تأتى بأشياء ليست في مناهج الأزهر؛ مثل: نكاح القردة، وانتحار الرسول، وينسبونها للبخاري دون علم بمن هو الإمام البخاري، مفسرًا هجوم بعض القنوات على الأزهر بأمرين: الأول؛ عدم المعرفة بعلماء الأزهر وشيوخ الإسلام، والثاني: سبب خارجي حيث يتم استغلال بعض الجهلاء للعبث بأمن مصر وأزهرها.

وحول كيفية ترسيخ التعددية الفكرية قال، إن التعددية الفكرية هي وسيلة مهمة لمواجه الإرهاب، ونحن لا نقبل بأحادية الفكر، ولذا توضع المناهج بواسطة الخبراء ويتولى تدريسها مجموعة من الفقهاء، وهذه المناهج يُدرَّس فيها الآراء الفكرية المختلفة.

وأشار إلى أن الأزهر لا يعلم الطلاب عدم التشبث بالرأي، كما أن الأزهر يقوم بتدريس التعددية المذهبية، وأن الإمام الأكبر قال: إنه لا يوجد في الأزهر عالم أو أزهري أو طالب متطرف، وما يحدث في الجامعة هو من جانب قلة قليلة، فالأزهر خرج منه علماء مثل الإمام الغزالي والشيخ شلتوت والشيخ محمد عبده وعبد المجيد سليم وعبد الفضيل القوصي، ومن ثَمَّ إذا قمنا بعمل مسح لأئمة المساجد الأزهريين والمدرسين بالمعاهد وأساتذة الجامعة لن نجد فيهم متطرفين فكريًا إلا أن هناك شواذا عن القاعدة ولا يجب تضخيم القليل.
الجريدة الرسمية