التاريخ يسجل قصص حب مأساوية.. اللعنات تطارد "قابيل" بسبب حبه لأخته التوأم.. "جميل" يهيم في البلدان حزنًا على "بثينة".. و"كثير" يعتزل الدنيا بعد رفض الأهل زواجه بـ "عزة"
سجل التاريخ الكثير من قصص الحب التي انتهت بأحداث مأساوية أرتكب فيها البعض الجرائم وفقد فيها البعض عقله وفقد مستقبله وحياته.
ومن هذه القصص حكاية قابيل وهابيل ابنا آدم "أبو البشرية"، والتي ارتكب على إثرها قابيل أول جريمة قتل في التاريخ والتي كانت بسبب الحب.
والقصة كما ترويها كتب التفسير فإن السيدة حواء وضعت في كل بطن توأما من ذكر وأنثى، وأمر الله سبحانه وتعالى بأن ذكر كل بطن يتزوج أنثى البطن الآخر، فكانت توأم هابيل من نصيب قابيل، وتوأم قابيل من نصيب هابيل، إلا أن قابيل أحب أخته التوأم، وأرادها زوجة له، فبدأ الشقاق بينه وبين أخيه الذي انتهى بقتله لهابيل، وندم على ذلك، وأصبح القاتل الملعون.
جميل بثينة
أحب جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي الشاعر المعروف،" بثينة" وكثر إنشاده الشعر فيها، ونسب لها فعرف باسم جميل بثينة، ورغم أنهما من قبيلة واحدة إلا أن أبيها رفض زواجه بها، وزوجها لآخر فأصبح يأتيها سرًا حتى جمع لها قومه فحذرته فاستخف بهم في قصيدة وهجاهم، فاستعدوا عليه مروان بن الحكم، وكان والي المدينة فهدد بقطع لسانه فكان نصيبه أبيات من شعر الهجاء.
وظل حب جميل لبثينة مضرب الأمثال رغم عدم تكلله بالنهاية السعيدة التي تقتضي زواجهما إلا أن مشهد النهاية كان مختلفًا ومرض جميل في مصر التي نزل بها، وأمر له حاكمها عبد العزيز بن مروان بعد مدح جميل له بمنزل، وقبل موته أـوصي لرجل أن يأخذ حلته ويرتديها بعد شقها ويرحل إلى ديار بثينة فإذا وصلها نشد أبيات كتبها جميل تنبئها بموته، فلما فعل الرجل خرجت له بثينة فقالت له إن كنت صدقت فقد قتلتني وإن كنت كذبت فقد فضحتني، فقال لها إنه صدق وأراها الحلة فسقطت على الأرض تندب جميل حتى أغشي عليها، وحين استفاقت أنشدت أبيات لرثائه.
كثير عزة
وهي عزة بنت جميل بن حفص من بني غارب بن غفار وتذكر الروايات عنها أنها لم تكن جميلة بل كانت سمراء قصيرة القامة، وقيل إن معاوية بن أبي سفيان استدعاها وحين وجدها على هذه الهيئة قال لها ماذا وجد فيك "كثير" ليقول كل هذا الشعر؟ فردت له الصاع صاعين قائلة وماذا وجد فيك المسلمون حتى اتخذوك خليفة؟ وهو ما دفع المؤرخين إلى القول بأن فصاحتها كانت السبب في حبه لها.
أما حبيبها فهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود العذري، نشأ يتيمًا وكفله عمه وعمل في رعاية الأغنام، وبدأت قصة حبه لعزة حين أرشدته لمورد الماء لأغنامه، وقال في عزة الكثير من الشعر حتى كان مضرب المثل، خاصة أنه كان من المقربين لخلفاء الدولة الأموية.
وكما الحال مع سابقه فقد عاند الأهل زواج عزة به، فتزوجت غيره وارتحلت مع زوجها لمصر فذهب وراءها وظل بها سنين في عهد عبد العزيز بن مروان أيضا، ثم عاد إلى المدينة التي ظل بها حتى مات.
