رئيس التحرير
عصام كامل

الداخلية يا سيسي !


شهداء أبرياء من ضباط وجنود الشرطة كل يوم.. قصص بطولة وشجاعة رائعة.. رأيناها ورآها العالم في لحظات تضحيات نادرة.. أسر زارها الحزن وسيبقى إلى الأبد..لا حل له ومعه إلا الصبر والدموع.. ثكلى وأرامل.. أيتام وجراح غائرة في قلوب الآباء والأشقاء.. ومن ذهب لن يرجع.. ولن تبقى إلا السيرة والذكرى.. وأمل اللقاء في عالم طاهر لا يستقبل إلا الأطهار.


هذه الصورة السابقة حقيقية.. نعرفها وتعرفونها.. وهؤلاء الأبطال الذين ذهبوا.. ذهبوا لتبقى مصر وليبقى شعبها.. ذهبوا كثمن غال جدا لوطن غال وشعب أغلى.. وكثيرون -غيرهم- هربوا وتهربوا.. بين استقالات والعمل بالمحاماة إلى إطلاق اللحى وصرف الرواتب الحرام بغير عمل.. بينما اختاروا -شهداؤنا الأبرار- قبول المواجهة بشجاعة وشاهدناهم فرسان أبطال وبكيناهم عند فقدانهم ورحيلهم وبكينا أولادهم وبراءتهم التي لا تدرك حجم الكارثة فيضحكون ويبكون بل وينتظرون عودة الأب الحبيب -المستحيلة- من إجازته كفهم وكإدراك كل الأطفال الأبرياء!

في المقابل.. صورة قاتمة مؤلمة مهينة لبعض -بعض- الضباط.. عادوا إلى سيرتهم الأولى قبل يناير.. وقبل يونيو.. لا يريدون فهم أن ضابط الشرطة يعمل عند الشعب وليس فوقه.. يخدمه وليس يستعبده.. وعند الترقي.. عند النضج وزيادة المسئولية يسمونه مأمورًا وليس أميرا.

وهؤلاء.. هم الكسالى ليس في مواجهة الإرهاب..لا.. الأمر أقل وأصغر واهن بكثير.. هم يواجهون المجرمين ومهمتهم تطبيق القانون..تطبيق القانون ليس إلا.. وفي هذه هناك كثيرون رائعون وأبطال..يراعون ضمائرهم واكل عيشهم وأولادهم وشرف مهامهم ومسئولياتهم..في حين غيرهم يفعل العكس تماما..إهمال وفوضى.. في بلاغات مهمة تصل إلى حد بلاغات اختطاف أشخاص.. بل ويهملون في بلاغات تهديد بالقتل..بعضهم يقتحم البيوت بغير موافقة النيابة وأهلها غائبون..ويحطمون ويكسرون في ممتلكات أبرياء كل مشكلتهم أنهم جيران لمشتبه بهم هم أيضا أبرياء حتى يقول القضاء كلمته.

أما إمبراطورية المخبرين وأمناء الشرطة تعود بقوة.. المحاضر وأصحابها تحت رحمتهم.. هم عين ضباط المباحث ويوجهونهم كيفما شاءوا..وعن المرور وفوضاه فحدث ولا حرج..وأما تنفيذ الأحكام فهي المصيبة الكبرى للجميع..من المأمور إلى المخبرين..الأحكام أوراق لا قيمه لها..تحدث عن القضاء واستقلاله كيفما شئت..وتحدث عن العدل والحق كيفما شئت..فلبعض رجال الشرطة رأي آخر..وكل ما نقوله لدينا أمثلة عليه ولدينا نماذج..من أسيوط - وأسيوط تحديدا - إلى الجيزة ومن القاهرة إلى القليوبية إلى محافظات أخرى..وما سبق هو الحالة نفسها التي أشعلت الغضب سابقا فتفجر من المواطنين العاديين في يناير..غضبا وقهرا.

اليوم تعود بعض صورها..فهل يتحرك السيسي؟ هل يتحرك ويغلق أول أبواب الفتنة ضد النظام والدولة والاستقرار وكل فرص الانطلاق للمستقبل ؟ هل يسألنا أحد في الداخلية عن التفاصيل؟ وإذا سألوا..هل سيحققون بجدية وبحزم وبشرف تقديرا لدماء شهداء الشرطة الأبرار أولا قبل حتى أن تكون عملا منطقيا يغلق منافذ الشيطان ويفتح نوافذ الأمل في دولة العدل والحق والقانون؟
ربما كانت رسالتنا للسيسي..وقد تصل إليه وإلى الداخلية وقد لا تصل لا له ولا للداخلية..وفي الحاتين سنكمل رسائلنا للسيسي..لا نملك إلا ذلك..هكذا يدفعنا الضمير وتدفعنا المسئولية!
الجريدة الرسمية