رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة.. إسرائيل تعترف أخيرا بقتل ناصر ومصر تتفرج !


كل الجرائم التي نؤمن نحن العرب بها أن إسرائيل ارتكبتها لم تعترف بها إسرائيل حتى الآن.. بما فيها جرائم كبرى مثل تدمير المفاعل النووي العراقي واغتيال عالم الذرة المصري يحيى المشد واغتيال العلماء الألمان في الستينيات لاشتراكهم في برنامج الصواريخ المصري إلى اغتيال قادة منظة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال أبو جهاد واغتيال عرفات وقتل الأمير الأحمر على حسن سلامة في بيروت وغيرهم وغيرهم.. كل ذلك نعرفه نحن من جانب واحد وتنكره إسرائيل رسميا بل إن إسرائيل حتى الآن تنكر رسميا امتلاكها لأسلحة نووية!! جريمة واحدة ووحيدة فقط اعترفت بها إسرائيل من خلال زعيمها التاريخي المجرم شيمون بيريز.


وبيريز لمن لا يعرف أحد مؤسس الدولة الصهيونية وأحد قادة مخابراتها وجيشها وهو مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي وهو قائد مفاوضات الابتزاز الشهيرة مع فرنسا للمساهمة في بناء مفاعل إسرائيل النووي لذا فهو عندما يتكلم فهو يعني ما يقول وكذلك فهو يقول ما يعنيه وهو أحد مخازن أسرار الدولة العبرية.. وبيريز أخيرا يعلن السر الكبير..فضيحة مدوية.

بيريز يؤكد أن إسرائيل قتلت جمال عبد الناصر !! وأنها قررت اغتياله من الداخل لأن ذلك أفضل من قتله بالحرب من الخارج !! وأنه تم الوصول إليه في مؤتمر القمة العربي الذي أوقف القتال الأردني الفلسطيني عام 70 ومات بعدها بساعات !! وبيريز يقول إن القرار اتخذ بعد 3 أيام من الاجتماعات لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي بدأ أولا بإغراء عبد الناصر بالصلح مع إسرائيل وكان حامل العرض هو الملك حسين ورفض عبد الناصر فقررت إسرائيل اتخاذ قرار الاغتيال وأبلغت به الملك حسين إلا أنه رفضه وبشدة فسارت إسرائيل في جريمتها ! وأضاف بيريز: كان التخلص منه هو الانتصار الحقيقي الذي انتظرته إسرائيل أكثر من أي نصر آخر!!

انتهى كلام الإرهابي العتيد..المجرم الذي تتلطخ يديه بدماء آلاف العرب..وبيريز نفسه لا يترك ثأرا لصهيوني إلا وأتى به..حتى رفات قتلاهم في أي مكان في العالم..ومصر الدولة المعنية بالبحث عن حقيقة ما جرى لزعيمها الراحل لم تحرك ساكنا! فلم تحتج ولم تطلب توضيحا ولم تستدع سفيرا ولم تطلب تحقيقا موسعا في الأمر! ومصر التي اشتعلت من أجل مقتل مروة الشربيني في ألمانيا أو تشتعل بالتظاهر لفريق من أبنائها من أجل إرهابي اسمه عمر عبد الرحمن أو تتظاهر بفريق منها من أجل لغز غامض اسمه أحمد الجيزاوي المتهم في قضية تهريب مخدرات إلى السعودية، لم تنتفض حتى الآن لا رسميا ولا شعبيا من أجل قائد ثورتها وزعيمها وفي حالة غيبوبة مخجلة!

ملحوظة: اعترافات بيريز جاءت يوم 3 أكتوبر في ظل احتفالات النصر للعكننة على الشعب المصري لأنهم يعتبرونه زعيما مصريا لكل أبناء مصر..والاعترافات الخطيرة تزامنت مع حملة فريد الديب ونيوتن وغيرهم على ناصر، أما عبارة بيريز التي اعترف بها وهي " يجب التخلص من عبد الناصر قبل نهاية خريف عام 70 " وهو ما تحقق فعلا وردت حرفيا في كتاب "بين الصحافة والسياسة" لمحمد حسنين هيكل نقلا عن الصحفي على أمين المقيم وقتها في لندن إلى أحد أصدقائه الليبيين المقيم أيضا في لندن.. وقد وصلت المعلومة للأجهزة المصرية ولم تعر الأمر اهتماما.. وأبلغوا عبد الناصر ولم يهتم.. والمدهش أن الكتاب صدر في منتصف السبعينيات وقبل أربعين عاما كاملة ولكن..هذه أيضا تفاصيل مدهشه ربما كتبناها غدا"!
الجريدة الرسمية