رئيس التحرير
عصام كامل

السياحة والسيابة!


شرم الشيخ أصبحت منتجعا سياحيا عالميا لها شهرتها حتى أنها تذكر بدون مصر وهذا طبعا إيجابي ويدل على نجاح لا بأس به..لكن ينقصها التطوير في عروض جذب السياح قبل أن يملوها..وكذلك التطوير في الخدمات الفندقية..فكما نريد زيادة عدد السياح الوافدين يجب أن نزيد الخدمات ونقضي على الفهلوة والنصب ونقدم كل شيء للسائح بأمانة وصدق ويأتي ذلك بالإشراف وتدريب كل من يعمل في هذا المجال مثل قناة السويس. كل شيء في شرم الشيخ سايب غير منضبط لا يطمئن قلبك إلى أي خدمة تقدم للسائح.


فالسائح لا يهمه قيمة الخدمة لكن يهمه ألا يستغله أحد.. لذا يجب الاهتمام بالنظافة والسلامة والشفافية ويجب أن تتحرر وزارة السياحة من الروتين القاتل وكسل موظفي الحكومة وإهمالهم فلماذا لا نتعلم من غيرنا؟!..يجب ألا نترك السائح يزور شرم ويذهب بل نغريه على زيارة أماكن أخرى..ونسهل له الأمر.. مثلا نستطيع أن نعرض عليه أماكن أخرى مثل مكان فاتنة الدنيا حسناء الزمان وقصة حبها -كليوباترا - ونطلب من كتابنا أن يعرضوا قصة هذا الحب في جمال ويسر مع بعض الرتوش لتناسب الزمن بدلا من هذا النفاق الرخيص الذي يكتبونه ليل نهار ولا يقرؤه أحد..

لماذا لا نبدأ في كتابة بعض من تاريخنا العريق إلى أولادنا والأجانب؟..قصص الحب والتسامح والرومانسية والمودة.. يوجد في لندن استوديو تسجيل أغاني الخنافس في الستينات..يزوره الآلاف يوميا..المبنى متواضع لا يساوى حجرا واحدا من الأهرام ولكنه تاريخ..!! فهل يعلم اولادنا أن "أبو ذر الغفاري" أول ثوري في التاريخ؟!

ما زال هرم خوفو لغزا محيرا للعلماء والمهندسين. ألا نستطيع أن نكتب حكايات مشوقة عن الغاز الهرم الأكبر ونعرضها للسياح كما تفعل السياحة في إنجلترا التي تحصد المليارات ببيع الأونطة؟!..نحن نملك الكثير لكن لا نملك الفكر الموازي لحب مصر والمسئولية في العمل..... إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه...السياحة أهم من أي مشاريع لأن عائدها فوري وسريع تحل جزءا من البطالة والكساد

فلا يهم أن تصبح الأقصر محافظة المهم أن نحافظ عليها ونبرز جمالها وقيمتها.لذا يجب وضع إستراتيجية حمسية قابلة للتنفيذ لكي تستقبل الأقصر خمسة وعشرين مليونا زائرا سنويا مع تدريب وتأهيل كل من له صلة بالسياحة بدءا من المحافظ إلى عمال النظافة. ولابد من إشراك الكتاب وخبراء السياحة العالميين وخلافهم وليس موظفي الحكومة الكسالى الفاشلين. الأقصر أهم مدينة آثار في المعمورة بلا منازع.

وأخيرا يجب أن نفهم السائح.. فالأوربي "مبحبح "ماليا يريد المواصفات الأوربية للأمن والسلامة، أما السائح الأمريكي فهو غني يعشق المجهول والمفاجآت لكنه لا يجد غضاضة من ارتداء حلة أعلاها بني وأسفلها أخضر وجميع السائحين بخلاء بمقياس أرض الكنانة يريدون "value for money" بمعنى أن تكون الخدمة مساوية لما دفعه وهذا عين الحق.

يقول مالك الملك : "ولا تبخسوا الناس أشياءهم"..وليكن هذا مشروع مصر القادم الذي قد يصل دخله إلى ٢٥ مليار دولار.

الجريدة الرسمية