رئيس التحرير
عصام كامل

صورة نادرة لمسجد السلطان قلاوون عام 1875

فيتو

يقع مسجد السلطان قلاوون بشارع المعز لدين الله في موقع ما بين قبة الملك المنصور قلاوون ومسجد برقوق بدأ بإنشائه الملك العادل كتبغا المنصورى سنة 695 هجرية / 1295م بعد تولى ملك مصر عندما خُلع الناصر محمد بن قلاوون، فشرع في البناء حتى وصل إلى مستوى الكتابات الظاهرة على واجهته.


وبعد أن خُلِع الملك العادل قبل أن يتمه، وتمت تولية الناصر محمد بن قلاوون، فلما عاد الناصر محمد إلى ملكه عام 1299م أمر بإتمامه فتم البناء في عام 1304م ونسب إليه.

شيد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، فهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات" الإيوان هو قاعة مسقوفة بثلاثة جدران فقط والجهة الرابعة مفتوحة تماما للهواء الطلق "، ولم يبق منها الآن سوى اثنين: إيوان القبلة والإيوان المقابل له، أما الإيوانان الآخران فقد خربوا، وحل محلهما بعض أبنية مستحدثة.

لم يبق من إيوان القبلة سوى المحراب بعموديه الرخاميين الرائعين، وطاقيته ذات الزخارف الجصية البارزة، ومفرغة تشهد بما يعلوها من زخارف جصية أخرى وما يقابلها بصدر الإيوان الغربي، لما وصلت إليه هذه الصناعة من رقى وفن في العصر المملوكي. وعلى يوجد على يمين الداخل من المجاز الموصل للصحن، باب يؤدى إلى القبة، وهي لم يبق منها سوى رقبتها ومقرنصات أركانها.

أهم ما يستدعى النظر في واجهة المدرسة، الباب الرخامى الذي يعتبر بطرازه القوطي غريبا عن العمارة الإسلامية فقد كان لأحد كنائس عكا فلما فتحها الأشرف خليل بن قلاوون سنة 690 هجرية / 1291م نقل إلى القاهرة ووضع في هذا المسجد في عهد الملك العادل كتبغا عندما شرع في إنشائه.

بأعلى المدخل منارة مكونة من ثلاث طبقات، الأولى مربعة زينت وجهاتها بزخارف وكتابات جصية جميلة، وانتهت بمقرنصات تكونت منها الطبقة الأولى، والطبقة الثانية مثمنة انتهت بمقرنصات أخرى كونت الدورة الثانية، أما الطبقة الثالثة وهي العلوية فحديثة، المسجد والمدرسة يدخلان ضمن مشروع متحف القاهرة المفتوح.
الجريدة الرسمية