رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. صناعة النحاس تصارع الموت

فيتو

تعتبر صناعة النحاس من أقدم الحرف التراثية التي اشتهر بها المصريون القدماء، وتوارثها عنهم الأجيال إلى أن وصلت لما نحن فيه اليوم، المهنة الأقدم تتحدى التطور الزائف، رغم أنها مهددة بالزوال لتصبح مجرد حرفة تذكر في كتب التاريخ التي قد لا يقرأها الكثيرون، واشتهرت بعض الأماكن الأثرية في مصر بالعديد من الحرف التي تزخر بأهم الحرف اليدوية والتي من أشهرها حرفة النحاسين التي تضائل عدد الصناع والعاملون بها والذين تجمعهم الهموم والمخاوف من اندثار تلك الحرفة التاريخية في ظل عدم اهتمام من المسئولين بها.


كان لـ" فيتو " لقاء مع أحد أقدم النحاسين بمنطقة منشية ناصر، أثناء جلوسه في الشارع لممارسة حرفته المحببة والتي ورثها عن أجداده.

العم "محسن" يقول: لقد توارثت المهنة أبا عن جد ورأيت تطورها أمام عيني وفي جميع الأوقات كانت اليد الماهرة في هذه الحرفة لها تقدير عال وذات سعر مرتفع لما تنتج، ولكن رحل معظم صُناعها عن الورش بعد توقف السياحة وقلة البيع بعد الثورة مما دفعني إلى غلق أبوابها والجلوس بالشارع لممارسة المهنة لعدم القدرة على توفير مصاريف الإيجار والكهرباء وغيرهما.

وتابع أن المهنة تعتمد على الدقة والمهارة والذوق الرفيع بالإضافة إلى قوة الملاحظة في جميع مراحل التصنيع وتعتبر خامة النحاس سواء المصري أو المستورد مادة لها طواعية في التصنيع وتعطي نتائج مبهرة وجميلة.

وأضاف أن منتجات صناعة النحاس عديدة ومختلفة ولا يقدرها إلا السياح المقبلون على بلادنا من الدول الأخرى، أما المصريون لا يحرصون على اقتنائها في المنازل المصرية، بالرغم من الأهمية الفنية والجمالية لوجودها مما جعلها تتراجع نتيجة اختلاف نمط حياة المصريين الذين أصبحوا يعتبرون المصنوعات النحاسية لا تعدو كونها قطعا فنية للزينة واصبحت المهنة مهدده بالانقراض ولم يعد أحد يريد العمل بها بسبب المنتجات الصينية التي ملأت الأسواق.

وأكد "محسن" على أنه مهما حدث للحرف التراثية من تدهور وإهمال لن يتركها حتى الموت لأنها تمثل له كيان وتاريخ البلد وأنه سوف يظل يسارع التطورات الحديثة لاستمرار وبقاء مهنته التي ورثها عن أجداده.
الجريدة الرسمية