رئيس التحرير
عصام كامل

الباعة الجائلون.. ليسوا جائلين


انتشر مفهوم الباعة الجائلين على احتلال الشوارع وافتراشها ونظرا لأن الباعة الجائلين هم الباعة الذين يتجولون ببضائعهم في الشوارع لبيع ما يحملونه من منتجات إذا كان إطلاق مسمى الباعة الجائلين على محتلي الأرصفة والشوارع مسمى في غير محله.

من أطلق عليهم الباعة الجائلين هم المحتلون للأرصفة والشوارع في أماكن تجمع الناس ولا يقفون على الأرصفة ولا يستخدمون التيار الكهربائي من أعمدة الإنارة فقط وإنما يقفون في نهر الشارع العام دون أي رقيب.

وللعدالة علينا أن نعرف ما يقوله الطرف الآخر من تبرير أنهم لا يسرقون ولا يأخذون أموال الناس بالباطل وإنما يبيعون ويصرفون على أهلهم وهذا بدلا من أن يتحولوا إلى مجرمين علاوة على أن أسعارهم في متناول الشخص العادي وزبائنهم من جميع المستويات وأنهم لا يريدون من الحكومة أن تشغلهم ولا يشكلون عبئا عليها.

إن الباعة المحتلين هم الأفراد الذين قرروا أن يشتروا الشارع العام ملك الدولة والمخصص لسير الناس فيه بدون مقابل وأن يقوموا بجمع الهجامين وهم الذين يدافعون عن "الفرش" كما يسمونه من اعتداء الآخرين والمتوقع من الباعة المحتلين في نفس المكان أو قوات الشرطة التي تسعى لفرض هيبة الدولة وسلطتها في مواجهة الخلايا السرطانية داخل الشوارع والتي وصلت إلى إغلاق الشارع بأكمله لأنهم يسيطرون عليها سيطرة تامة وأصبح الأهالي وأصحاب المحال مفروض عليهم أن يقف أمام منازلهم ومحالهم البلطجية في ثوبهم الجديد ووصل الحال إلى تأجير مساحات الشارع العام للآخرين وإغلاق واجهات المحال المرخصة ودافعة الضرائب للدولة لمن يريد أن يبيع في الشارع وتحولت الشوارع إلى سوق في النهاية.

لا أنسى أن قاطني منطقة الزمالك إلى الآن يرفضون وجود أي محطة لمترو الأنفاق خوفا من انتشار الباعة الجائلين على مخارج ومداخل المحطة وهو في الحقيقة شيء سيفسد المكان.

إن التراخي في السيطرة على الباعة الجائلين يظهر للشعب ضعف الحكومة والتي عليها أن تقف لكل من تحاول له نفسه التعدي على الشوارع وأملاك الدولة بالبلطجة وتهديد الناس سواء المارة أو الساكنون فيها هذا بالإضافة إلى "الركين" الذي يطل إليك وأنت تقوم بالتهدئة في أي مكان ويفرض عليك تعريفة معينة للانتظار أي إنه قام أيضا بـامتلاك المنطقة من الدولة ببلطجته دون مقابل.

كل هذا من مظاهر ضعف الدولة في مواجهة المجرمين ومستضعفيها والذي يظهر للناس أن الإجرام والبلطجة هو من يفرض القوة وإثبات الوجود حتى في مواجهة السلطات وللأسف يقتدى بهم الناس لأنهم يجدون أن كل من يريد شيئا يفعله دون إحساس بوجود الدولة.. حقا من أمن العقوبة أساء الأدب.
الجريدة الرسمية