رئيس التحرير
عصام كامل

قنبلة "سيدنا آدم"!


ألقى علماء إنجليز قنبلة شديدة الانفجار الأسبوع الماضى. قال أحدهم لمجلة الإندبندنت أن على رجال الدين أن يعيدوا نظرياتهم في تفسيرات الكتب المقدسة. كلامه صحيح. فالحقائق العلمية أظهرت أن كثيرا مما تعلمناه في المدرسة..لا هو دين ولا هو حقيقة، وأن علينا إعادة النظر في كثير من مسلماتنا العقيدية.


قبل أعوام، كتب الراحل دكتور عبد الصبور شاهين "أبى آدم"، فقامت عليه الدنيا وانقلبت الأوضاع صداعا في رأسه، وشواكيش في سمعته.

قال الدكتور عبد الصبور، إن مسألة أن سيدنا آدم أبو البشر وأول الأنبياء..فيها كلام، وتحتاج إلى إعادة نظر. قال أيضا إن آ دم ليس شخصا، إنما هو جنس ما قبل الأنسنة.. وهو غير الكائن الذي نفخ الله فيه من روحه، فحوله إلى عاقل راشد، يفكر..ومكلف بالعبادة، اسمه إنسان. بينما "آدم" كان بشرا..والبشر في اللغة غير الإنسان.

الطريف أن الدكتور عبد الصبور شاهين، كان صاحب الدعوات لإخراج الدكتور نصر حامد أبو زيد من الملة، بعد كتابه "تأويل النص". وبعد كتاب "أبى آدم" أخرجوا الدكتور عبد الصبور شاهين نفسه من الإسلام. ارتدت إليه الكرة..ومات موصوما بالتفكير.

أكد العلماء الإنجليز للاندبندنت نظرية الدكتور عبد الصبور. قالوا إنهم توصلوا إلى الإنسان النايندرتال، أو البشرى في مرحلة ما قبل الأنسنة، وأنهم اكتشفوا له آثارا في بلجيكا. دراسات حديثة بينت أن النايندرتال انقرض قبل 40 ألف سنة، و بعد 20 ألف سنة من محاولات التعايش مع بنى الإنسان.

هذه هي القنبلة تنسف كل ما تعلمناه من قبل في المدرسة. تنسف مسلمات دينية، آن الأوان لإعادة البحث فيها وتأويلها. والأهم أنها تشير إلى أن كل شىء خاضع للتفكير وإعادة التأويل وإعادة النظر أيضا.

حسب دراسة إكسفورد، النايندرتال أقل عقلا من الإنسان، لكنه جنس أعلى من القردة. والنايندرتال بدائي، بدأ جنسه في الظهور على كوكب الأرض، منحنى الظهر، طويل الذراعين، غزير الشعر قبل ظهور الإنسان. يقول القرآن الكريم: "هو الذي خلقك فسواك فعدلك"..والفاء في الآية، حسب المفسرين، تفيد الزمن..أو الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

قال الدكتور عبد الصبور شاهين، إن جنس البشر، بدأ على الأرض منحنيا، ثم انتصب، في الطريق إلى الأنسنة حيث "اعتدل عقلا". استغرق كل هذا فترة زمنية، قبل ظهور بنى الإنسان.

يعنى آدم ليس إنسانا، إنما هو بشر..أو جنس بشرى، ظهر قبل ظهور الإنسان، ولما ظهر الإنسان فشل "جنس آدم" في التعايش معه، وتحاربا..حتى انقرض جنس آدم، لصالح جنس الإنسان الذي كلفه الله بالعبادة..وإعمار الأرض.

العلماء الإنجليز قالوا نفس الكلام، وأن النايندرتال مر بمراحل مختلفة، منذ بداية ظهوره منحنيا، قبل أن يعتدل.. ويفكر. يبدو أن علينا أن نعيد التفكير في كل شىء. ليس هذا وقت الاختلاف على حقيقة عذاب القبر.. وفوائد بول النبى!.
الجريدة الرسمية