رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «فيتو» تقضي يومًا مع أحمد السقا بمزرعته

فيتو

أحمد السقا.. الليلة الكبيرة

* «فيتو» تحول السقا إلى «صحفي» في 5 مشاهد. 

* البساطة والخيل والفن وحمزة وياسين مشاهد ثابتة في حياته.. والفلوس «مش بيحبها».
* السقا: سليمان عيد «أطيب واحد خلقه ربنا»
* نجم «مافيا» يقتنص لقب «بوفون النيل» في حراسة المرمى 

خالد شاهين

نجوميته الكبيرة لم تسقط بساطته يومًا، انشغاله الدائم لم يمنعه من الحفاظ على علاقاته الاجتماعية، المفاجآت شعاره دائمًا، الخيل عشقه الأول، ولكرة القدم في قلبه حب لا يموت، «جدع وابن بلد» أقل ما يمكن وصفه به الرضا والتواجد الدائم مع الله «سر نجاحه» في نظره.. بين السطور ملخص حياة الفنان. 

أحمد السقا

بين جدران مزرعته بطريق المنصورية، خلعت «فيتو» عباءة الحوارات التقليدية على مدى يوم عاشته مع «السقا»، فضفض خلاله بالكثير، ليخرج فنان «الأكشن» من الدائرة التقليدية، ممسكًا بزمام المبادرة لفتح نقاشٍ مع محرر ومصور «فيتو»، محولا الحوار بذكائه وتواضعه إلى «قعدة خفيفة» ممتلئة بالكثير والكثير وكأنها سيناريو فيلم عن حياة «السقا». 



«مشهد1.. أبو كارتة صفرا»

شخص مستقل «كارتة صفراء» يجرها حصان أسود.. المفاجأة أن الفنان أحمد السقا خرج بنفسه من مزرعته ليستقبل محرر «فيتو»، وإلى جواره صديقه المونتير عصام السقا.. وبعد سلام حار وضحكة متصاعدة يتحدث الفنان إلى «المحرر»: خالد كمل في طريقك أنا جاي وراك، المزرعة مش بعيدة، ادخل من الطريق اللي جاي شمال «المزرعة مزرعتك».

وبين أحضان استراحته الأنيقة وبجوار ملعبين أحدهما لكرة القدم وآخر للفروسية و«اسطبل للخيول»، بكلمات معدودة تحول السقا الفنان إلى صحفي، موجهًا سؤاله الأول لمحرر فيتو: «بتحب تلعب كورة؟».

لم ينتظر الإجابة كثيرًا، واستكمل حديثه: «يلا بينا بقى عشان نلعب كورة وأغلبك»، يستعيد «أحمد الفنان» ذاكرة لعبه لعدد من الأندية الكبيرة قبل الاكتفاء بـ«تقسيمة» على فترات مع أصدقائه للعب في ملعب مزرعته بطريق المنصورية، ثم بابتسامة ساخرة، يقول: «عشان مش بلعب كتير أنا هقف النهاردة حارس مرمى ومش هلعب وإنت هتشوط علي».

يبدأ السقا في الضحك، ثم يتحدث قائلا: «أنا عمري ما وقفت حارس مرمى بس إن شاء الله هقدر أسد قصادكم»، لكن الركلات التي تصدى لها بدا أحمد السقا وكأنه «بوفون النيل»، مع مجموعة من المهارات ليس لها مثيل ومنع كل المشاركين في الماتش من إحراز أية أهداف.

وكان من المحرج للجميع أن «السقا» كان يرتدي حذاء مخصصا لركوب الخيل، وهو ما يصعب القفز في الهواء نظرًا لأن هذا الحذاء وزنه ثقيل، لدقيقة يلتقط الجميع أنفاسهم قبل أن يفاجئنا أحمد للمرة الثانية: «والله أنا أول مرة أقف حارس مرمى، لكن اللياقة البدنية هي التي بتمكن أي شخص من الحركة السريعة.. الماتش خلص.. كده حلو وأنا قدرت أكون حارس مرمى كويس».




«مشهد2.. البُن اليمني»


نصف ساعة عبر كل المتواجدين عن مهارتهم في التصويب على المرمى، وأثبت السقا «قدراته الفنية ليس كممثل ولكن كحارس مرمى من الدرجة الأولى»، يعود الجميع إلى استراحة المزرعة، ليطلب الفنان «فنجان قهوة» للجميع، قبل أن يتدخل مصور فيتو متحدثًا لـ«الفنان»، قائلا: «أستاذ أحمد أنا معايا بُن يمني.. يا ريت تدوقه»، قبل أن يدخل السقا في نوبة ضحك: «ماشي مفيش مشكلة، أنا مش مدمن قهوة بس عادي أجرب قهوة فيتو».

«وقتي دايما بين شغلي وبيتي، ووقت الفراغ بحب أكون موجود في المزرعة دي.. في يوم من الأيام حلمت يكون عندي حصان واحد وبيت صغير، بس الحمدلله ربنا رزقني من وسع، وغير كده كمان حب الناس والستر والصحة والأسرة أحسن حاجة ممكن تخلي الإنسان سعيد في حياته»، تحدث السقا بهدوء في انتظار القهوة.

لكون «أحمد» نجل المخرج صلاح السقا مخرج مسرحية العرائس «الليلة الكبيرة» وجده المغني عبده السروجي، فإن الأصالة وصلة الرحم والوفاء للأصدقاء شعار يضعه «السقا» نصب عينيه دائمًا، وهو ما ظهر بوضوح عند حديثه عن أصدقائه المتواجدين دائمًا معه، خصوصًا كلماته: «أنا باعتبر الناس اللي شغالة معايا دي إخواتي لأنهم معايا من سنين طويلة، بينهم شباب قابلتهم من فترة كبيرة جدًا، اتجوزوا وخلفوا واستقروا وهما بيشتغلوا معايا



«مشهد 3.. أوعى تتحرك»

مفاجآت السقا لم تتوقف، ولكن هذه المرة عندما حاول إقناع محرر فيتو بـ«لفة مع حصانه»، قبل أن ينتهي الأمر بالاكتفاء بإظهار سلسلة «أكشن» طبيعية للسقا بقفزة مجموعة من الحواجز مستقلا حصانه، وبعد عشر دقائق نجح السقا في قفز جميع الحواجز ببراعة شديدة، قبل أن يدخل في تحدٍ كبير بالقفز أعلى أحد الحواجز وأسفله يجلس «محرر فيتو»، وهي القفزة التي نجح فيها السقا مستعيدًا معها ذكريات مشاهده السينمائية التي يرفض فيها «الدوبلير».

الكوميديا لم تغب عن هذا المشهد، فمع اقتراب السقا من الحاجز، صرخ قائلا: «خالد اقعد تحت الحاجز وما تخفش.. اوعى تتحرك أو تجري لما تشوف الحصان جاي عليك.. اللهم بلغت اللهم فاشهد»، وبعد القفزة يبتسم الفنان قائلا: أي خدمة يا عم خالد».



«مشهد 4.. الجزيرة»

بعد وصلة من «المزاح والأكشن»، بدأ الحديث مع السقا يدور عن الجزء الثاني من فيلمه «الجزيرة»، الذي انتهى من تصويره مؤخرًا ومدى وجود فروق عن الجزء الأول الذي تم إنتاجه عام 2007، لكن التواضع بدا على أحمد السقا، عندما تحدث قائلا: «لا أستطيع أن أحكم على نفسي.. أترك الحكم النهائي للجمهور، وهو الحكم العادل في مثل هذه الأمور.. أتمنى أن يكون هناك تطور في أدائي وفي الأعمال التي أقدمها بشكل عام».

بعد نفس طويل ونظرة للسماء، استكمل السقا حديثه: «صحيح أنا إنسان وبعيش مراحل في حياتي مختلفة، لكن على المستوى الشخصي أصبحت أكثر هدوءًا، ونظرتي للأمور أصبحت مختلفة، فهناك أشياء فعلتها منذ سنوات وأعتقد إذا فعلتها الآن سيكون بها متغيرات».


«مشهد 5.. مش بحب الفلوس»

بهدوء تام يواصل السقا حديثه عن شخصيته، مضيفًا: «بعض الناس شيفاني عصبي، بس أنا راجل دمي حر، باظهر وكأني عصبي لكن الحقيقة أنا صبور وبالي طويل جدا.. الغرور في بعض الأحيان بيدخل جوايا، لكن قدر الإمكان بانقذ نفسي منه.. عايز أقول لكل الناس.. أبويا له فضل كبير علي وكمان أساتذتي بمعهد الفنون المسرحية، مثل الأستاذ جلال الشرقاوي والدكتورة سميرة محسن والعديد من أصدقائي وزملائي».

وعند الحديث عن الفنان سليمان عيد باعتباره الصندوق الأسود له، ضحك السقا كثيرًا ثم قال: «سليمان واحد من (أطيب ما خلق ربنا)، إنسان في غاية الأدب والاحترام، يتمتع بالشهامة والأخلاق التي قليلا ما تجدها في إنسان، لذلك فهو من المقربين لي بشكل كبير».

ثم ذكر: «على فكرة أنا مبحبش الفلوس وبتعامل معها على أنها وسيلة من وسائل المعيشة، وهي كمان سبب رئيسي من أسباب الكوارث التي تحدث على الأرض، وعشان كده أنا بحب الستر وبس، والحمد لله مستورة.. وكفاية على ابني ياسين وحمزة نعمة من ربنا».

وعند الحديث معه عن إمكانية ظهور نجله ياسين كممثل، أكد السقا: «معنديش مانع وهو حر في اختياره، المهم أنه يكون رجلا صالحا، فالتمثيل مهنة محترمة، ولكن خوف الأب على ولده من متاعب المهنة دائمًا يجعله يتوجه له بالنصيحة، والاختيار الأخير له».

حياة إنسان بسيط مثل أحمد السقا تزيل أي شك عن شخص هذا الفنان، فالآن يكرر أحمد مشهد الاستقبال بمشهد نهاية اليوم ليصطحبنا بنفسه إلى بوابة المزرعة منهيا سيناريو «يوم بسيط من أيام السقا».




الجريدة الرسمية