رئيس التحرير
عصام كامل

العرب شركاء الصهاينة في نكبة فلسطين!


الصمت أصبح جريمة تقترب من جريمة المشاركة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل في غزة وهى نكبة جديدة. فلم يعد قادة العدو الصهيونى هم المجرمون الوحيدون الذين تجب معاقبتهم بل زعماء العالم ومن قبلهم القادة العرب الذين فضلوا الصمت تجاه ما يحدث من مجازر وإبادة جماعية للفلسطينيين وعمليات قتل تستهدف استئصال العنصر البشرى من أطفال ونساء وشيوخ وشباب..


القتل في كل مكان والكل يخضع لآلة الموت الجهنمية، عمليات القتل تتم بشكل منظم وحسب وصف ما ينقل على الهواء الضرب في كل مكان لا يوجد ولو شبر على أرض غزة آمن يمكن أن يلوذ به طفل أو شيخ أو امرأة هربا من قصف الطائرات والصواريخ والدبابات وكل أنواع الأسلحة الفتاكة الموت والهدم والإبادة فقط هي البضاعة الرائجة.

من المستحيل تخيل عمليات القتل التي تلتهم أرواح ما يقرب من ألفى شهيد في أقل من شهر وما يقرب من 10 آلاف جريح وهى أعداد مرشح معظمها للانتقال إلى قوائم الشهداء..

فكل المدارس المملوكة للدولة الفلسطينية والتابع منها لمنظمة الأمم المتحدة تم قصفها وقتل الأطفال والتلاميذ وكل من يلوذ بها حتى المستشفيات والتي هي محدودة بطبيعتها تم هدم أكثر من 70% منها لتسقط فوق رءوس المرضى وتختلط أحجارها بدماء الجرحى. بينما العالم صامت خاضع خانع بل مشارك بفاعلية مع الكيان الصهيونى في تنفيذ عملية إبادة شاملة واستئصال لكل ما هو فلسطينى وعربى من فوق الأرض التي تم احتلالها وعبر سلسلة من المجازر الصهيونية عبر أكثر من 60 سنة.

فالولايات المتحدة الأمريكية هي من فتحت مخازن أسلحتها لصالح العدو الصهيونى لتنفيذ مخططة الشيطانى بينما بريطانيا هي الأخرى تسير في نفس الاتجاه وهو دعم العدوان الصهيوني. وفرنسا رغم انزعاجها من هول الجرائم التي ترتكب إلا أنها ما زالت أسلحتها تقدم للصهاينة. بينما البيانات التي تصدر من المنظمات الدولية وبعض النظم السياسية لا تعدو شجبا واستنكارا، ذرا للرماد في العيون.

ورغم الموقف العالمى غير السوى والذي يتسم بالانحياز للإرهاب الصهيونى فإن الموقف العربى ليس له تفسير إلا أنه متخاذل بل ويبارك تلك الجرائم التي تتفوق على ما ارتكبه هتلر ضد الإنسانية. فهل يظل العالم العربى متضامنا مع إسرائيل فيما ترتكبه من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين ومن خلال الصمت الذي يصبح في هذا الموقف أبشع من الكفر؟!
الجريدة الرسمية