رئيس التحرير
عصام كامل

"ضحايا رابعة" بين الحقيقة والأساطير


مع حلول الذكرى الأولى لفض رابعة والنهضة هناك بعض الملاحظات على ما تلى الفض من إحداثيات وأحاديث حول أخطاء الفض وعلى من تقع المسئولية وعدد ضحايا الفض. 

أولًا: لاخلاف أو اختلاف على حرمة الدماء سواء من جانب الإخوان أو من جانب الشرطة والجيش فكلها دماء مصرية. 

ثانيًا: دم الضحايا أرى أنها في رقبة 3 أطراف أولها قيادات الجماعة الذين ما إن بدأ الفض حتى ولوا الأدبار، ولم يتم اعتقال أيٍّ منهم داخل ميداني اعتصامهم في رابعة أو النهضة، بل تم اعتقالهم جميعًا وهم فارون أو يحاولون الفرار من مصر أو مختبئون في أماكن مجهولة، وتركوا الشباب الذين ضللوهم وغرسوا في عقولهم أفكاراً في غير موضعها تركوهم في الميدان يتلقون رصاص الأمن.

 ثم قيادات الداخلية التي لم تمهل المعتصمين يومها فترة كافية للفض، فتقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان أشار إلى 25 دقيقة فقط، وكذلك عدم تحلي القوات بضبط النفس والذي كان بوجوده يمكن تفادي هذا العدد الضخم خاصة إذا ما جاء اختيار القوات في محله، فعناصر الأمن المركزي لا تتعامل في الفض إلا بالعنف وما ذكر عن قنابل الغاز والمياه فهو من باب ذر الرماد في العيون، وآخر خطايا الداخلية حرمان المصابين من تلقي الإسعافات اللازمة، على الرغم من تواجد 400 سيارة إسعاف خارج منطقة الفض بعدم توفير ممرات آمنة لها خارج منطقة الفض.

 أما الطرف الثالث فهم من كانت لهم القدرة على الوساطة سواء من رجال الدولة أو الدعاة أو المقربين من الجماعة لكنهم تخاذلوا خوفًا من خسارة أي الأطراف فخسروا كل الأطراف. 

اللافت للنظر في ذكرى الفض هو محاولة بقايا الجماعة خلق مظلومية لاستعطاف الناس في الداخل والخارج وإظهار الاضطهاد لهم من جانب الدولة وإظهار عدد الضحايا بشكل يفوق الوصف وأقرب إلى المحرقة النازية لليهود حتى إنهم سموها محرقة رابعة وهو وصف قصد منه التهويل والتعظيم من شأن القضية حفاظًا على رصيدهم من الاستعطاف في الداخل ولحفظ ماء وجه التنظيم الدولي في الخارج، والدليل على ذلك اختلاف الروايات حول عدد الضحايا والتي جاءت كالتالي: 

*تقرير الطب الشرعي ذكر أن إجمالي عدد ضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة 726 قتيلًا، و31 جثة مجهولة الهوية، بينما عدد ضحايا الشرطة خلال الأحداث 206، منهم 146 بالقاهرة و55 بالمحافظات والتقرير مرفق
بالأسماء ومحل السكن. 

*نشطاء أطلقوا كتابًا إليكترونيًا أسموه "مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق" الكتاب الذي يقع في 121 صفحة يوثق بالأسماء والعناوين وفاة 825 شخصًا بينهم نساء وأطفال ويشمل صورًا للضحايا وشهادات شهود. 

*موقع "ويكي ثورة" الخاص بشباب الجماعة ذكر أنه خلال فض اعتصام رابعة بمحيط رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013، تم حصر 932 قتيلًا من خلال جثامين كاملة التوثيق، 133 قتيلًا آخر بمبادرات حصر بلا وثائق رسمية بها احتمال تكرار، 5 جثث مفقودة وفقًا لشهادات ذويهم، 29 قتيلًا مجهول الهوية بحصر أولى لجهات حقوقية به احتمال تكرار، 80 جثة بمستشفيات الصحة غير معلومة البيانات بها احتمال تكرار، 81 حالة وفاة أو أشيع وفاتها بلا بيانات كافية.أي إن ما وثقه ويكي ثورة 932+ 29 مجهولي الهوية = 961 والباقي شائعات ويحتمل التكرار. 

*الجماعة في ذكرى الفض تقول إن عدد ضحايا فض رابعة والنهضة 8000 قتيل بدون توثيق، على الرغم أن الجماعة باستطاعتها عمل تعداد سكاني لسكان جمهورية مصر العربية في غضون شهرين لو أرادت!

ومن الرصد يتبين الفرق الشاسع والوهمي بين ما هو موثق وما تم إضافته من الجماعة حتى يستطيعوا خلق المظلومية الوهمية التي بالطبع لن يصدقها الشعب ولن يصدقها أي عاقل لافتقادها للدلائل، ليس دلائل من قتل من وإنما دلائل تثبت أن هناك ضحايا بأسمائهم وعناوينهم.

الجريدة الرسمية