رئيس التحرير
عصام كامل

لن يتوقفوا عن الخراب


أقصد التنظيم السرى للإخوان وحلفائهم.. فكلما قلت إن هذه هى نهاية الأمر تجدهم يتجاوزونه بمراحب، ويرتكبون مزيدا من الكوارث وما حدث فى اللجنة التشريعية ضد المحكمة الدستورية مثال فج على ذلك. القارئ الكريم يعرف جيدا ما فعلوه من أجل الإطاحة بالمحكمة حتى يفعلوا بالبلد ما يريدون: حملة عدائية عنيفة ضد أعضائها قبل الدستور الجديد. ومحاصرتها ومنع دخول أعضائها لممارسة عملهم، بالإضافة إلى عدم تطبيق أحكامها، مثلما فعل مرسى عندما قرر إعادة مجلس الشعب وعندما منح قراراته حصانة دستورية حتى يلتف على احتمالية حل مجلس الشورى.. إلخ.


انتهى الأمر فى الدستور الجديد بتخفيض عدد أعضاء هذه المحكمة الجليلة للتخلص من المستشارة تهانى الجبالى، وتقليص صلاحيات المحكمة.

هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟
لا، فحتى عندما تمت ممارسة الصلاحيات التى كتبوها بأنفسهم فى دستورهم مثل الرقابة المسبقة على دستورية القوانين، هاهم يهاجمونها بشراسة. ووصفوا ملاحظاتها على قانون الانتخابات واتهموها بمخالفة الدستور وإصدار حكم سياسى أكثر منه قانونيا، ووصفوا ملاحظات المحكمة حول المشروع بأنها تحد واضح لجيل الثورة، لسماحها لمن سموهم بـ«الفلول» بالترشح، ومنعت من ظلمهم النظام السابق، واعتقلهم جهاز أمن الدولة المنحل، ونتج عن ذلك عدم أداء من تم اعتقاله الخدمة العسكرية، حسب قولهم.

هل المحكمة الدستورية مقدسة؟
بالطبع لا، ولكنها أيضا ليست "ملطشة"، ويجب احترام حتى الصلاحيات التى وضعوها لها بأنفسهم، باعتبارها أعلى هيئة قضائية، ولكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا، فتدمير مؤسسات الدولة والدولة ذاتها هو هدفهم الأسمى. لكنهم ربما لا يعرفون أنهم سيحكمون الخراب.


الجريدة الرسمية