رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة أكاديمية تطالب بفك رموز "جنيزة اليهود"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

طالبت دراسة أعدها الدكتور أحمد هويدى، أستاذ الدراسات العبرية بكلية الآداب جامعة القاهرة، بضرورة العمل على فك رموز الوثائق اليهودية الموجودة بمعبد بن عزرا بالقاهرة وكذلك بمكتبة الإسكندرية.

وتحكى هذه الوثائق التي تزيد عن 200 ألف وثيقة، عن طبيعة العلاقة التي كانت سائدة بين اليهود والمسلمين أوائل القرن الماضى.

وتطالب الدراسة أيضا بضرورة الحصول والاطلاع على نسخ الوثائق اليهودية التي خرجت من مصر وموجودة في أوربا وأمريكا لبحثها.

وتشير الدراسة إلى أن وثائق الجنيزة اكتشفت عام 1899 بمقابر الترابين بمنطقة البساتين ومصر القديمة على يد البروفيسور سالمون شختر الذي تمكن من الحصول على 140 ألف وثيقة واستطاع نقلها إلى مكتبة بجامعة كمبريدج، وهى تشتمل على أجزاء من التلمود وخطابات متبادلة بين اليهود ووثائق بيع وشراء ومراسلات، وجميعها مكتوبة باللغة العبرية.

وتأسف الدراسة على عدم وعى المصريين في ذلك الوقت بقيمة المعلومات الموجودة بهذه الوثائق، إلا أنه توجد مجموعة أخرى من وثائق الجنيزة بمركز الدراسات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة مهداة من الدكتورة ليلى أبو المجد، كما توجد مجموعة أخرى بمكتبة الإسكندرية، ويتم حاليًا تحويل هذه الوثائق إلى نسخ رقمية حتى يسهل على الباحثين قراءتها ومناقشتها.

و"الجنيزة" كلمة عبرية تعنى جمع أو خبأ، وهي مصطلح يهودى يقصد به ما جمع من الكتب والوثائق والأوراق في مقبرة أو غرفة خاصة، حتى لا تدوسها الأقدام أو تهان أو تعامل معاملة غير لائقة أو تبلى، وذلك لاعتقاد اليهود أن اللغة العبرية لغة الله، ولذلك فحروفها مقدسة لديهم، لذلك كانوا يجمعون الأوراق المكتوبة بها ويضعونها في غرف خاصة هي غرف الجنيزة.
ومن أهم الجنيزات التي عثر عليها في العصر الحديث هي جنيزة القاهرة الموجودة بمعبد ابن عزرا بالفسطاط، وذلك لوفرة محتواها وسلامتها من التلف، وأنها مازالت سليمة وهى موجودة في غرفة بلا أبواب أو منافذ سوى فتحة من السقف ترمى منها الأوراق، وقد أتلفت جنيزة القاهرة عام 1752، على يد الرحالة اليهودى سيمون موند جلورن.

وتكشف وثائقها عن حياة الناس وعلاقاتهم وطبيعة العلاقة بين المسلمين واليهود إلى جانب عقود طلاق وزواج وبيع وصلح وعقود رهن وغيرها.

ومع انتشار التعليم ووسائل تبادل المعلومات الحديثة والصحافة، أصبح اليهود يتوقفون عن دفن أو تخبئة تلك الوثائق والمستندات، وأصبحوا يكتفون بحرقها إذا كانت تضم نصوصًا دينية صرفة.
الجريدة الرسمية