رئيس التحرير
عصام كامل

«ليلة القدر».. في أحاديث الرسول

صوره تعبيرية
صوره تعبيرية

تكريم ليلة القدر وتعظيمها، لم يقتصر على نزول سورة في القرآن باسمها، ولكن حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهميتها بالكثير من الأحاديث الشريفة الصحيحة، التي تحدثت عن كل شىء في تلك الليلة سواء الفضل، الميعاد، الدعاء.



أولًا - في فضلها والترغيب في قيامها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه رواه البخاري، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم رواه ابن ماجه في سننه وصححه الألباني، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر".. رواه مسلم، وعنها رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه النسائي.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع وقد أراني عبد الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد رواه مسلم.

ثانيًا - في وقتها:
عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: انطلقت إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث فخرج فقال قلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر؟ قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فقال: من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فإني أُرِيت ليلة القدر وإني نُسِّيتُها وإنها في العشر الأواخر وفي وتر وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء.
وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئًا فجاءت قزعة فأمطرنا فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء. على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه رواه البخاري.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان رواه البخارى.

وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر رواه البخاري.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى رواه البخاري.


وعنه أيضًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في العشر هي في تسع يمضين أو في سبع يبقين رواه البخاري.

تسع يمضين: أي ليلة التاسع والعشرين، سبع يبقين: وتكون في ليلة الثالث والعشرين وفي نسخة ( يمضين ) فتكون ليلة السابع والعشرين.

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرًا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة رواه البخاري.

عن لاحق بن حميد وعكرمة قالا: قال عمر رضي الله عنه: من يعلم متى ليلة القدر؟ قالا: فقال ابن عباس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في العشر في سبع يمضين، أو سبع يبقين رواه أحمد.
سبع يمضين: أي ليلة السابع والعشرين، سبع يبقين: وتكون في ليلة الثالث والعشرين.

وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين رواه الطبراني.

وعنه معاوية أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة. في خبر أبي بكرة أو في آخر ليلة رواه ابن خزيمه.

وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين رواه الطبراني.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إني شيخ كبير عليل يشق على القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لِلَيْلَةِ القدر قال: عليك بالسابعة رواه أحمد.

وعنه أيضًا قال: أُتِيْتُ وأنا نائم في رمضان فقيل لي إن الليلة ليلة القدر قال: فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي قال فنظرت في تلك الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين رواه أحمد.

وعن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر في التسع الغوابر رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند.

وعنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:التمسوها في العشر الأواخر -يعنى ليلة القدر- فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغْلَبَنَّ على السبع البواقي رواه عبد الله بن الإمام أحمد في المسند.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم مضى من الشهر ؟ فقلنا: مضى اثنان وعشرون يوما وبقي ثمان فقال صلى الله عليه وسلم: لا بل مضى اثنان وعشرون يوما وبقي سبع الشهر تسع وعشرون يوما فالتمسوها الليلة رواه ابن حبان.


ثالثًا - في ماهيتها وعلاماتها:
فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني.

وعن زر رضي الله عنه قال: قلت لأبي بن كعب رضي الله عنه أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا (يعني بن مسعود) سئل عنها فقال من يقم الحول يصبها قال: رحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا أو أحب أن لا يتكلوا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني قال: قلت: يا أبا المنذر أني علمت ذلك قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت لزر: ما الآية قال تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع رواه ابن خزيمه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في ليلة القدر: إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى رواه عبد الله بن الإمام أحمد.

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني كنت أُرِيت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بجة لا حارة ولا بردة كأن فيها قمرا يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها رواه ابن حبان.

رابعًا - في الدعاء في ليلة القدر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني رواه أحمد.




الجريدة الرسمية