رئيس التحرير
عصام كامل

أهل مدينة ديرب نجم


صادفنى الحظ أن أسير وقت الإفطار على مركز مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية وإذ أرى صورة جميلة لأهالي هذه المدينة ظننت أن الناس تقوم بتنظيم المرور وتوجيه السيارات وقت الإفطار ولكن وجدتهم ينتظرون المسافرين حتى يوزعون عليهم الطعام والمياه والعصائر والمسافة بين كل مجموعة وأخرى بسيطة ومع ذلك يصر الأهالي على إيقاف كل مسافر وإعطاء كل سيارة بعدد أفرادها طعاما وتمرا ولا يفرقون بين أحد من الناس.

لا أستطيع أن أعبر لكم عن مدى سعادتى بما رأيت أناسا يريدون ثوابا من عند الله بإفطار صائم أو إعطاء مسافر مع أنه قد يكون معه طعامه ولكن الخير لدى القلوب ما زال في بلادنا موجودا.

بعدما انتهيت من المرور على المدينة الخيرة كان معى طعام وتمر ومن العصير الكثير ولا تتخيلوا ماذا يفعل الخير بين الناس وآثارة الجميلة على النفس والغير فقد توقفت بعدها في القرية المجاورة وقمت بتوزيع ما حصلت عليه على المارين من المسافرين وأقول لهم إنه ليس هذا من مالى وإنما من مال أهالي مركز ديرب نجم.

وتمنيت لو أنى كنت قد اشتريت من قبل الكثير من العصائر والطعام ما يمكننى من القيام بتوزيعه لأشعر بتلك السعادة البالغة التي أثرت على إدراكى لوجود الخير بين الناس وأنه مازالت القلوب الجميلة كثيرة والطيبة وحسن الخلق والإيثار بين الناس في كل مكان.

أعلم أن هناك الكثير من هذه المواقف متكررة وفى أماكن متفرقة من مصر ولكنى أعتقد أن هذه الظاهرة تزداد كلما اتجهنا إلى القرية وتقل كلما اتجهنا إلى العاصمة وهذا ما يدفعنا إلى ذكر كل موقف مشرف من أهل مدينة أو قرية ليكون نبراسا يهتدى به الأخرون ويتبعون طريقهم ويقلدونهم في العطاء الذي يعبر عن أصل ورحمة وقيم عظيمة وراقية. 

مازالت القيم الجميلة للعطاء موجودة وكلى أمل أن تستمر هذه القيم طول العمر وأن ترجع لمصر وللمصريين سمعتهم في الداخل والخارج ونمحو ما يدركه الأخرون عنا من صفات غير حميدة لم تكن يوما ما من صفاتنا وما وجدناه وما نتمنى أن نجده في المستقبل أن نرى العطاء بين الناس يعود والنتيجة أن كل من سينفق سيقلده الأخرون ويتوسع العطاء ليزداد كل ما يساهم به الناس لبعضهم البعض ولتتكامل الجهود وتعود بالتبعية نتيجة العطاء على المحسن منهم مرة أخرى بتأسيس ثقافة جميلة بالبصمة المصرية الرائعة.
الجريدة الرسمية