رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام السوقى

فيتو

الإعلام المصرى الحالى عملة نادرة فى أوروبا بل أكاد أجزم أنه عملة غير موجودة من الأساس أتابع من وقت لآخر مقاطع على الفيس بوك من بعض البرامج على لسان مذيعين مشهورين صادرة عن قنوات خاصة معروفة فى مصر حيث لا تصلنى هذه القنوات فى فرنسا التى أعيش بها منذ سنوات طويلة والحقيقة أننى أحمد الله أنها لاتصلنى ولا أحاول البحث عنها على الإنترنت إلا نادرًا منعًا لارتفاع ضغط الدم والسكر من حجم المغالطات والاستخفاف بعقل المشاهد التى لاتخفى على أحد ولا على أى مصرى مقيم بالخارج بعيدًا عن الأحداث ولكن هذه المغالطات والأخبار الكاذبة وأسلوب تصيد الأخطاء تبدو من شدة المبالغة فيها غير منطقية.


ولعل هذه القنوات استغلت شعار الديمقراطية الجديد فى مصر لتخرج علينا بأغرب مفاهيم للديمقراطية حيث تهدف إلى إسقاط الديمقراطية من أساسها وتستخدم هذه القنوات أسلوبًا لم أعهده فى أى دولة محترمة يعتمد على جزئين:

الجزء الأول هو أن يفرض المذيع رأيه الشخصى على الناس حيث يمضى وقتًا كافيًا لشرح وجهات نظره الخاصة التى لا تعنينا فى شىء ويشن حربًا ضارية وحماسًا مبالغاً فيه إما لإقناعنا بخوفه على بلده أو خوفه على الثورة التى أثق فى رفضه لها من البداية أو ليقنع الشعب بانفعاله المبالغ فيه بفكرته التى نكتشف غالبًا بعد بضعة أيام أنها كاذبة .

ولا يوجد لمثل هذا الأسلوب مثيل فى العالم .. أسلوب تهييج الناس...والمذيع فى الغرب يتبع أسلوب الحيادية التامة وإذا عرض يعرض حقائق من خلال مراسلين ولا يتدخل أبدًا بوجهة نظره الشخصية ربما يتبعوا أسلوب السخرية اللاذعة فى برامجهم الكوميدية لا برامجهم الجادة .

الجزء الثانى هو أن بعضهم يتحدث بسوقية عجيبة...لم أكن أتصور يا مصر فى غيابى عنك 15 عاماً أن يتغير الحال فيكى ويصل إلى هذا المستوى ..إن كان الإعلامى الذى هو قدوة فى رقى أسلوبه ودقة اختيار كلماته قد وصل به الحال إلى استخدام ألفاظ غير لائقة فكيف حال المواطن العادى فى الشارع؟.

مصر التى كانت يومًا هوليوود الشرق فى السينما والتليفزيون وكانت قائدة فى كل المجالات يقابلنى فى الجنوب الفرنسى وتحديدًا فى مونت كارلو جنسيات عربية كثيرة إما مقيمة أو قادمة للزيارة يتابعوا برامج مصرية ويتألموا حزنًا على مصر وأنا أخفى وجهى خجلًا وحسرة على بلدى الغالى الذى ما زال فى مكانة متميزة فى عيون العالم ومازلنا فى مخيلتهم أهل حضارة فريدة وثقافة راقية وتلمع عيونهم حين تقع على نفرتيتى المعلقة برقبتى دوماً بأننى قادمة من بلد عريق وأصل عظيم.

الجريدة الرسمية