رئيس التحرير
عصام كامل

صعود المريخ في شهر رمضان


مهمة صعبة تمت بانتهاء تشكيل الحكومة الجديد، فاختيار الحقائب الوزارية في حكومة مؤقتة سيعاد تشكيلها مع البرلمان القادم، ليست بالتأكيد الظروف المثلى لاختيار أفضل الكفاءات، لكن المشكلة الجوهرية أمام الحكومة في الفترة القادمة أنها مطلوب منها «صعود المريخ»؟ أقصد ما هو مطلوب منها يشبه في صعوبته صعوبة «صعود المريخ» وربما أكثر، فالمواطنون ينتظرون الشعور بتحسن «أمني – اقتصادي – خدمي» سريع وعميق في الآن ذاته، وهو أمر صعب جدا لكنه ضروري جدا أيضا.


وفي اعتقادي أهم قضية مطلوب من الحكومة أن تديرها بأسلوب مختلف تماما، «طوارئ شهر رمضان الكريم»، فمن سوء الحظ أن الأوضاع السورية والاقتصادية العالمية بعامة ليست جيدة اقتصاديا، وهو ما أدى لانخفاض الكميات المستوردة من الياميش إلى قرابة الربع، وهو بالتأكيد له أثره على الأسعار بعامة، لكن رغم ذلك، يتبقى في يد الحكومة العديد من الكروت القوية التي يمكنها أن تخفف عن المواطنين الشعور بمشكلات وأزمة شهر رمضان.

منها مثلا توفير أسطوانات الغاز، ومكافحة التلاعب به خلال هذا الشهر، خصوصا مع اقتراب نهايته مع «خبيز العيد»، وكذلك الحال مع البنزين والسولار، أيضا تمتلك الدولة عبر مشاريعها المختلفة كمية معقولة من الدواجن واللحوم وغيره، وبالتأكيد سيسهم الدفع بكميات كبيرة من هذه اللحوم والدواجن إلى السوق في تخفيف الحمل على كأهل المواطنين، أيضا يمكن التوسع في طرح البقول بأسعار مخفضة، فالكثير من الأسر خلال شهر رمضان تعيش على البقول وليس اللحوم، ناهيك عن دور البقوليات في السحور – فطبق الفول في السحور أمر مقدس عند غالبية المصريين، وهكذا يمكن إدارة الأمر عن طريق تأمل المتاح في اليد وليس وفق المأمول.

لكن مشكلة المشاكل التي أتخوف منها، والتي يجب أن يكون لها خطة محكمة، «أزمة الكهرباء»، فناهيك عن زيادة استخدام الكهرباء في أغراض الزينة وفي أمور كثيرة يمكن الاسهام في ترشيدها بتوعية الناس، لكن الضغط العادي للمواطنين جميعهم في أوقات معينة مثل وقت الافطار والسحور وأوقات صلاة التراويح وغيرها، كلها أمور مع الجو الحار تلقى بعبء إضافي على شبكة الكهرباء، ويجدر أن يكون هناك خطة لمواجهة ذلك خاصة مع الجو الحار المصاحب للشهر الكريم هذا العام، وطبيعة شهر رمضان التي لن تجعل مزاجل المصريين في حال يتقبل أمر انقطاع الكهرباء مثل أي وقت آخر.

إنني أتساءل مع جمهور المصريين: ترى هل تفعلها حكومة محلب، وتوفر للناس شهرا خاليا من الأزمات والطوارئ ومعقولا في أسعاره واحتياجاته؟ إن فعلت الحكومة هذا ونجحت في إدارة هذا الملف بجدارة، فستكون قد حققت إنجازا لا يقل عن صعود المريخ، لكن فلنتذكر صعود المريخ صعب نعم، لكنه ليس مستحيلا فهناك حاليا بالفعل على سطحه بقايا سفن صعدت إليه.
الجريدة الرسمية