رئيس التحرير
عصام كامل

عبدالله كمال و"شماتة " الجماعة


أستاذ عبدالله كمال: نم قرير العين.. فقد انتصرت عليهم حيًا وميتًا، في حياتك علمتهم أن الإنسان مبدأ، والمبادئ لا تتجزأ، وبعد مماتك شمتوا فيك وهم من صدعوا رؤوسنا ليل نهار بأنه لا شماتة في الموت، فكشف موتك زيفهم وحقدهم.

لم يفهموك حين قلت: "المعارك والحملات النفسية لا تنهي مسيرة كاتب.. موسى صبري اعترك أعنف الحملات.. وصلاح عيسى لم يزل ينتقد إلى اليوم.. ومكرم محمد أحمد يواجه العنت إلى اللحظة.. كل هذه المصاعب هي بعض من الطاقة التي يشحن بها الكاتب نفسه.. ولا يمكن لها أن تثنيه عن مسيرته المهنية.. المهنة مغروسة في الجينات وإن لم نولد بها".

ولم يقرأوا لك حينما كتبت: " الذي يؤمن بفكرة عليه أن يؤكد أنه كان يفعل ذلك عن قناعة خاصة.. وليس لمصلحة حققها.. خلع الأفكار الآن هو نوع من الاعتراف بضعف القدرة.. وتعبير عن عدم احترام النفس.. وعن عدم احترام عقول الناس.. الذين يشاهدون التبدلات لن يعطوا صكا بالنجاة لكل من يعلن أنه يفر من سفينة يعتقد أنها تغرق".

ولم يعوا ما قلته بأن 25 يناير غيرت الإدارة.. لكن الأهم هل غيرت الناس؟ هل طالت الأخلاق؟ هل ألقت على كاهل الشعب تحديات ومسئوليات؟ هل تدفقت في شرايينه طاقة مندفعة كي ينتبه إلى أن عليه تبعات.. وأن تغيير الإدارة وحده لا يكفي.. وأنه كي تتغير أحوال البلد، فإن علينا نحن أيضًا أن نتغير.. وأن تضربنا في العمق ثورة الأخلاق.. وقيم ثقافة جديدة.

وأكاد أجزم بل وأقسم بالله أنهم لم يقرأوا مقالك "الخطأ الكبير" والذي كتبت فيه يوم 4/ 2 / 2011 قائلًا: ما وقع في ميدان التحرير ظهيرة يوم الأربعاء – يقصد ما سمي وقتها بموقعة الجمل - هو خطأ كبير.. أيًا ما كانت المبررات والدوافع.. وأيًا ما كانت الأسباب.. هذا هراء.. تسبب في مأساة.. وصورة سيئة.. وفرض مشكلات على أجواء الحوار.

مشهدان في ما جري في التحرير.. كانا هما أخطر ما في الحدث.
الأول: هو مشهد الخيول والجمال في ميدان التحرير.. بعض الناس قالوا إن هؤلاء هم العاملون في مجال السياحة في منطقة الهرم.. وأنهم تضرروا من (وقف الحال) بسبب المظاهرات.. فعبروا عن غضبهم بهذه الطريقة.. هؤلاء عقولهم لا يمكن أن تكون قد تجاوزت مستوي عقول الدواب التي ركبوها.

الثاني: هو مشهد (المولوتوف).. تلك التي أطلقت على المتظاهرين في ميدان التحرير.. لا يمكن بالطبع أن يكون ركاب الخيول والجمال قد أحضروا (المولوتوف).. لكن الظاهرة التي تترسخ في التفاعلات المصرية هي أن هناك دائمًا من يصنع الحدث.. ويأتي من يركبه.. ويوجهه إلى ما يريد.

الاتهام الآن لن يكون مجديا.. الأحداث تجري بطريقة سريعة لاهثة.. فوق الاستيعاب.. المهم هو تجاوز نقاط التعقيد.. والمنحنيات التي تخنق المسارات.. والهوات التي ندفع إلى السقوط فيها.

كلنا نخسر.. متفق ورافض.. مؤيد ومعارض.. لابد أن ننتبه إلى هذا.. نحتاج إلى عقول هادئة.. وقلوب باردة.. ونفوس غير مسخونة.. هذه ليست عصبية بين عائلات لدى كل منها ثأر لدى الأخري،. فلنهدأ.. ونبدأ في التفكير في مستقبل البلد.. خصوصًا إذا كان هذا الفريق يريد أن يصلح أحوال البلد.. والفريق الآخر يعتقد أنه يصلح أحوال البلد.

للأسف.. الإخوان أثبتوا بما لا يدع مجالًا للشك أنهم كالحمار يحمل أسفارًا.. يهاجموك دون أن يقرأوا لك.. مجرد إشارة من سايسهم يبدأ الهجوم دون فهم أو استيعاب.. الطاعة العمياء.. يتقيأون كذبًا ونفاقًا، ويرددون إفكًا، يزعمون أنهم إخوان مسلمون والإسلام منهم براء، لكن ما غاب عنهم، أن الإسلام كل لا يتجزأ، فالإسلام ليس فيه شتم ولا لعن ولا بصق على مسلم، الإسلام ليس فيه غل ولا حقد ولا شماتة في موت مسلم. 

يسقط غافل وحاقد منهم في مطب الشماتة في الموت حينما كتب معلقًا على وفاة الأستاذ:" كلب وراح.. اللهم اجعل ضلاله ونفاقه وكذبه لعنات عليه في قبره". في حين أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. رواه أحمد والبخاري والنسائي. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا. رواه أحمد والنسائي، لكن غله وحقده أعماه عن رؤية ما يدعو إليه كي يظهر وجماعته على حقيقتهم.. فاللهم اكشفهم وافضحهم أمام خلقك، وخلصنا من شرورهم.
** لم تذكر في تنبؤاتك لعام 2014 أنه سيكون عام النهاية.. رحمك الله
الجريدة الرسمية