رئيس التحرير
عصام كامل

هوامش حزن.. وهامش حرية


( 1 ) 
"أنا نفسي أرجع أشتغل تاني لكن مش قادر، الضغوط عليا أكثر مما تتخيلوا"

 تعليق باسم يوسف على قرار إيقاف عرض برنامج "البرنامج".

" قوم نادي على الصعيدي، وابن أخوه البورسعيدي ونادي على كل مصر وقولهم إن إحنا متراقبين"

أحد التعليقات الساخرة على مشروع "الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي".

"يوفر إمكانية مشاهدة جميع ما ينشر على حسابات المستخدمين في شبكات التواصل على شكل تايم لاين"

 واحدة من المميزات الموجودة في القانون الجديد وفقًا لـ"كلام الداخلية"

"جدع يا باشا..جات في عينه"

( 2 ) 

لو كنت من أمثالنا، من أبناء المدن البعيدة، وحصلت على إجازة "من الشغل"، و"هفت" على نفسك زيارة البلد، فعليك أن تكون "مليارديرا".. وقبل أن يأخذك بنا ظن الجنون.. انتظر..حظك الجميل لو كان رحيما بك سيجعلك واحدا من الذين سيسلكون "الطريق الصحراوي"، وساعتها تأكد أن دعوات "الست الوالدة" وجدت طريقها الصحيح، وأن شيطانك الصغير يكاد "يموت من الغيظ". 

أما إذا كنت مثلنا، من الذين شاء - استغفر الله العظيم- حظهم العثر، أن يجعلهم مجبرين على أن يصلوا قراهم النائية عن طريق "مصر - إسكندرية" الزراعي، فساعتها تأكد، أن دعوات "الست الوالدة" لن يكون لها "محل من الإعراب"، وما عليك إلا أن تسلم أمرك لله، وتطلب من بقية أفراد الأسرة أن ينعموا بــ"تعسيلة" طويلة الأمد، مع تحذيرهم بألا يصيبهم الذعر عندما يشعرون بـ"خبطات" وارتفاعات وانخفاضات و"شقلبات" تؤديها السيارة "راضية مرضية" فهذه هي طبائع الأمور على الطريق الزراعي...
النتيجة بعد هذا واحدة "طريقك مسدود..مسدود" زراعيا كان أو صحراويا.

إذن لا حل إلا أن تكون - كما قلنا لك - مليارديرا لتتمكن من شراء طائرة تغنيك عن "شر المطبات" و"غلاسة" المنحنيات والتحويلات.

"إتقل يا شعب..الكبير جاي " 

( 3 )

"نفسي لما أكبر أبقي رئيس عصابة.. وأبو عثمان يبقي دراعي اليمين".. في الصف الرابع الابتدائي فاجأنا أحد الزملاء بتلك الأمنية الساذجة جدا، ضحكنا، لكنه أصر وأكمل "سأكون رئيس عصابة"، انتهت العام الدراسة ومرت بعدها أعوام سبعة ليحصل صديقي "رئيس العصابة" على "دبلون الصنايع" - هكذا تنطق كلمة "الدبلوم" في بلادنا -، وكعادتها صنعت منا الأحداث، زملاء لا أكثر ولا أقل، مناسبات قليلة جمعتنا، نبتسم قليلا، نتذكر "حلم الماضي" وأضحك وحدي على سذاجته وتمسكه بـ"حلمه الممنوع"، أما هو فكان "غاضبا" وفي الوقت ذاته يؤكد أنه سينفذ الحلم. 

سنوات عشر مرت، فوجئت بأمي، في إحدي مكالماتنا اليومية، تخبرني أن صديقي" الحالم بإدارة العصابة" أصبح بالفعل "مجرم" اتهم في عدة سرقات "عبيطة"، عرف طريق "البانجو"، أدمن تناول "عرق البراطيش" والخمور "المغشوشة".. وعندما ذاع صيته في البلد، تجنبه القريب قبل البعيد، حتى وجدوه جثة هامدة، ولم يعرف من القاتل....!

رغم أن صديقي "رئيس العصابة" السابق لم يكن من هواة متابعة إبداع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، إلا أنه قدم لي نموذجا واقعيا لبيت قال فيه "سأصير يوما ما أريد".. وبالفعل استطاع أن يحلم.. ويحلم.. ويصير يوما ما يريد.

سأحلم.. لا لأصلح مركبات الريح أو عطبًا أصاب الروح.. لكن سأحلم
الجريدة الرسمية