رئيس التحرير
عصام كامل

مفيش حلاوة من غير نار


في الخامس من يونيو 2014 ستجرى مراسم إعلان فوز عبدالفتاح السيسي رسميًا بانتخابات رئاسة الجمهورية.. في صبيحة اليوم التالى سوف تذهب السَّكْرة وتحِلُّ الفكرة، ليقفز السؤال عن الحال والأحوال مع بداية حقبة السيسي إن جاز التعبير.


حين نتحدث عن شكل الحياة بمصر في اليوم التالى لتنصيب الرئيس الجديد، فلسنا بصدد فيلم خيال علمى، ولا بصدد فيلم عربى أبيض وأسود تُحَلُّ عقدتُه بزواج البطل والبطلة في عرس صاخب لنكمل نحن القصة في خيالنا بأنهما عاشا في تبات ونبات وأنجبا الصبيان والبنات..على العكس.. في اليوم التالى نحن على أرض واقع جديد.. وإعلان تولى السيسي رئاسة الجمهورية، هو بداية القصة لا نهايتها.. سيفوق الجميع على مرحلة جديدة تتجاوز خطوط الكلام والتطلعات.

صحيح أن الحاج عبده البقال كما هو، والمعلم خميس صاحب الفرن كما هو، والمقاهى والكافيهات والمطاعم وعربات الفول كما هي، والميكروباصات والتاكسيات والتوك توك والقطارات كما هى على ضفاف النيل.. والنيل كما هو.. "ماشى".

أعنى أن الحياة تسير بالدفع الذاتى.. لكن الإحساس بمرارتها وحلاوتها هو مربط الفرس.. لذلك يتردد السؤال هل وضعنا أقدامنا الآن على أعتاب الأمان والرخاء والاسترخاء؟ في ظنى أن المهمة ثقيلة.. ولا مكان للعصا السحرية في عالمنا المعاصر.. وبحسب كلام السيسي نفسه، العصا السحرية هي تحَمُّل المواطن ومشاركته أعباء تجاوز أزمات المرحلة.

دعونا نعترف بأن المهمة ثقيلة.. وأعباء المرحلة مخيفة، مع حجم دين داخلى وخارجى يتجاوز 242 مليار دولار، وأزمات اقتصادية شديدة الوطأة.. سياحة في أدنى مستوياتها.. بطالة.. ارتفاع أسعار.. أزمة دعم مستعصية على الحل في ظل خراب ذمم من موروثات السنوات السابقة.. فساد يستحيل تحمُّله والسكوت عنه.. تعليم "كل سنة وانت طيب!".. سلوكيات مواطنين هي والزبالة سواء.. تطاول وسفالات وانحطاط وجرأة غير مسبوقة على رموز الدولة والوطن وعلى بعضنا البعض.

كل هذا غَيْض من فَيْض.. وهو ما عبر عنه السيسي نفسه بقوله إن الخروج من هذا الوضع يتطلب العمل الشاق والتخطيط، وإنه لن يقدر في القريب العاجل على حل مشاكل تراكمت لعشرات السنين.. لكنه تحدث أيضًا عن إمكانية حدوث تحسُّن خلال عامين.

إذن.. نحن أمام دعوة صريحة لنفض الركون إلى الراحة.. والاستعانة على الشقا بالله منذ اليوم التالى لانتخاب السيسي.. فهو الذي قال بالنص "لدينا مشكلة اقتصادية كبيرة، ومحتاج لكم جميعًا، لأنى مش هاعرف أشيلها لوحدى".

الجريدة الرسمية