رئيس التحرير
عصام كامل

خطة فاجنر لمواصلة عملياتها بعد مقتل بريجوجين.. وفاة الزعيم ومساعده تربك المجموعة.. ومخاوف من حصار المخابرات الروسية

مجموعة فاجنر، فيتو
مجموعة فاجنر، فيتو

منذ مساء الأربعاء الماضي لا حديث يعلو على أنباء مصرع زعيم مجموعة فاجنر الروسية " يفجيني بريجوجين" والتساؤلات حول مصير المجموعة العسكرية الذي بات مهددا عقب وفاة مؤسسها ومساعده، خاصة عقب فرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة الذي يقضي بإلزام عناصر المجموعات المسلحة بأداء القسم العسكري.

 

خطة قادة فاغنر الروسية لمواصلة سير العمليات

ذكرت مصادر مقربة من قادة مجموعة "فاجنر" الروسية أن المجموعة لا تمتلك أي خطط طارئة لمواصلة سير عملياتها كالمعتاد في أعقاب موت قائدها يفغيني بريغوجين وباقي قياداتها الكبار في تحطم طائرة كانوا على متنها، وفق ما ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وزعم موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إنه "لا يوجد أدنى شك بأن عملية التصفية  تمت بناء على أوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا سيما أنه اتهم بريغوجين بالخيانة في أعقاب تمرده القصير".

 

احتمالية تفكك مجموعة فاجنر

وأفاد أحد المصادر بأنه "من الغباء القول إن المجموعة لم تتفكك"، منوهًا بأن "موت بريغوجين ودميتري أوتكين المسؤول الذي يليه في سلم القيادة فاجأ المجموعة بالكامل، وأنه إذا كانت هناك أي خطط طارئة، فإنها من المؤكد لم تشمل احتمالية موتهما معا".

ولفت المصدر إلى أن "من تبقوا من مجلس قيادة الشركة التي تتبع لها المجموعة لن يجرؤوا على تحدي المخابرات الروسية التي يعتقد البعض أنها من يقف وراء تحطم الطائرة لأنهم كانوا يشعرون بالرعب من التهديدات التي أطلقتها بحقهم الدولة بعد تمردهم، ولم يعد هناك مجلس حاكم للمجموعة، فكل صانعي القرارات المهيمنة لقوا حتفهم، والآخرون يحاولون فقط البقاء أحياء".


وحسب التقرير، أوضح مصدر ثانٍ منخرط في عمليات المجموعة الدولية، أن "كثيرًا من أعضاء مجلس قيادة المجموعة نأوا بأنفسهم عن بريغوجين ودائرته الضيقة في أعقاب التمرد".

وأمس الجمعة، قال الكرملين إن مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، ليس لها وجود قانوني رسمي.

 

مساهمة فاغنر في الحرب الروسية الاوكرانية

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي أن فاغنر موجودة باعتبارها مجموعة قدمت "إسهامًا كبيرًا" للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأشاد "ببطولة" مقاتليها.

وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي تعازيه إلى أسرة بريغوجين ليخرج عن صمته بعد تحطم الطائرة يوم الأربعاء ومقتل جميع ركابها، وذلك بعد شهرين من قيادة بريغوجين لتمرد ضد قادة الجيش الروسي.

 

زعيم فاغنر، فيتو


وقال بوتين إن "المعلومات الأولية" تشير إلى أن بريغوجين وكبار معاونيه في فاغنر قُتلوا جميعا وأثنى على بريغوجين، لكنه قال أيضا إنه اقترف بعض "الأخطاء الفادحة".


وأشار بعض الساسة والمعلقين الغربيين، دون تقديم أدلة، إلى أن بوتين أمر بقتل بريغوجين عقابا له على التمرد الذي قام به في 23 و24 يونيو ضد القيادة العسكرية الروسية والذي كان يشكل أيضا أكبر تحد يواجهه بوتين منذ توليه السلطة في 1999.

 

مصير غامض ينتظر عناصر مجموعة فاجنر

واكتنف الغموض مصير عناصر مجموعة فاجنر بعد مقتل زعيمها حيث بدأت المجموعة بالانسحاب تدريجيًّا من بيلاروسيا، فيما لا يزال جزء من قواتها في مناطق متفرقة من العالم، وتحديدًا في القارة الإفريقية، حيث تتعاظم مصالح روسيا.

وأشارت تقارير مختلفة إلى أن أعضاء مجموعة فاجنر بدأوا بحزم أمتعتهم ومغادرة عدد من القواعد الكبيرة في بيلاروسيا.


وكان مسلحو فاجنر قد انتقلوا إلى بيلاروسيا بعد تمرد محدود فاشل في يونيو الماضي، انتهى باتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ونص على نقل جزء من المرتزقة إلى قواعد في بيلاروسيا، بعضها كان قريبًا من الحدود مع بولندا ولاتفيا وليتوانيا، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو". 

 

إخلاء معسكرات فاغنر في بيلاروسيا

وكشف مركز المقاومة الوطنية في أوكرانيا، أن مقاتلي فاجنر في بيلاروسيا بدأوا على الأرجح برحلة العودة إلى روسيا، بعد تلقيهم نبأ مقتل زعيمهم يفجيني بريجوجين، لكن لا يبدو أن رغبتهم في العودة إلى الوطن الأم تلقى ترحيبًا من بيلاروسيا، التي حشدت أجهزتها الأمنية وأقامت مجموعة من الحواجز في طريق فاغنر، لمنعهم من العودة.


ووفق إذاعة "أوروبا الحرة"، فصور الأقمار الصناعية التي التقطت يوم الأربعاء الماضي أظهرت أن حوالي ثلث معسكر فاجنر الأكبر في بيلاروسيا قد تم إخلاؤه.

 

اقرأ أيضا.. غموض حول العثور على جثة يفجيني بريجوجين.. كيف تعرف قادة فاجنر على جثة قائدهم ومساعده؟


وظهر معسكر فاجنر في قرية تسيل البيلاروسية القريبة من الحدود الأوكرانية شبه فارغ، وخال من الخيام، والقوات، والعتاد، والمركبات العسكرية الخاصة بفاجنر، والتي جرى نقلها إلى بيلاروسيا قبل قرابة شهرين فقط.

 

وبدأت رحلة فاجنر نحو تسيل في بيلاروسيا بإكراه من بوتين الذي اشترط في اتفاقه مع لوكاشينكو بعد تمرد يونيو الفاشل انتقال المجموعة إلى بيلاروسيا. 

 


ووفق المصادر، فإن مخيم تسيل كان يحتوي مؤخرًا على 273 خيمة عسكرية، تم تفكيك 101 منها بعد مقتل بريجوجين.. ووفق التقديرات العسكرية، فإن كل خيمة تستوعب  20 جنديًا، فبالتالي يبلغ مجموعة قوات فاجنر التي غادرت المخيم قرابة 2000 مسلح على الأرجح.


وفي أعقاب من مغادرة قوات فاجنر مخيم تسيل، أظهرت صور أقمار صناعية أخرى، أن المرتزقة الروس لم يقيموا في نقطة أخرى في بيلاروسيا حسبما كان متوقعًا.


وأوضح محللو بيانات: "لا تظهر الصور التي التقطت بعد مغادرة فاجنر مخيم تسيل أي تجمعات في مناطق أخرى، كما لم نرصد مواقع تدريب أو وجود وحدات ومركبات عسكرية وأسلحة في مواقع أخرى داخل بيلاروسيا".

 

انتقال عناصر فاجنر إلى أفريقيا

وتبعا لتقييم استخباري بريطاني نشر نهاية يوليو الماضي، فإن مخيم تسيل ضم قرابة 300 خيمة، و200 سيارة عسكرية، وعدة آلاف من قوات جماعة فاجنر، قبل أن يصبح شبه فارغ.
وتوقعت إذاعة أوروبا الحرة، احتمال انتقال أعضاء فاجنر من بيلاروسيا إلى أفريقيا، لكن قناة فاجنر على تليجرام لم تظهر أي دليل على ذلك حتى الآن.


آخر ظهور لزعيم فاجنر

وتنشط فاجنر في عدد كبير من الدول الأفريقية، وآخر ظهور لزعيمها يفجيني بريجوجين قبل مقتله في تحطم الطائرة، كان من أراض أفريقية، حيث بث فيديو من أرض جرداء، أكد فيه أن قواته تواصل "عملها هنا في إفريقيا لحماية مصالح روسيا، ولتعزيز حرية القارة ومحاربة الإرهاب هناك".
 

معلومات عن مجموعة فاجنر العسكرية

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة فاجنر هي منظمة روسية شبه عسكرية، وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة، شاركت في صراعات عسكرية مختلفة بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015 في الحرب في دونباس في أوكرانيا، لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوجانسك المعلن عنها ذاتيا للانفصال عن أوكرانيا.
 

مجموعة فاجنر، فيتو

وتنتشر  قوات فاجنر الروسية في 3 قارات حول العالم ( آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وذلك للقتال في دول عديدة.
وتنشط "فاجنر" في عدد من الدول الإفريقية، أبرزها إفريقيا الوسطى ومالي والآن النيجر، ولفت أنباء إلى تعاون بين المجموعة وميلشيا الدعم السريع فى السودان، علاوة على تحذيرات من تواجدها فى ليبيا.

وخلال الفترة الماضية زاد الحديث عن تمركز  فاجنر فى النيجر، عقب الانقلاب العسكري هناك، خاصة بعد رسالة نشرها على قناته في "تلجرام" أكد فيها أنه سيواصل تركيز جهوده على السوق الإفريقية.

ودخلت قوات فاجنر في الحرب السورية، وبعدها أرسلت قوات إلى الأقاليم الانفصالية في لوجانسك ودونيتسك بأوكرانيا ثم انضمت إلى الجيش الروسي مؤخرا.

أما عن أماكن تواجدها في القارة الإفريقية، فشاركت قوات فاجنر في العديد من النزاعات المسلحة في القارة السمراء من بينها الحرب في مالي وإفريقيا الوسطى ودول الساحل الإفريقي، بالإضافة إلى تقرير تشير إلى تواجدها في الأزمة السودانية.

ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد عناصر فاجنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاجنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة  خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.

وكانت مجموعة فاجنر قبل الحرب الروسية الأوكرانية  تتألف من بضعة آلاف من المرتزقة، يُعتَقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب جيد.

ومع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ قائد فاجنر، يفجيني بريجوزين، في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية