رئيس التحرير
عصام كامل

29 عنوانًا ضمن قائمة الأفضل عربيًا خلال القرن الماضي.. هل دخلت الرواية المصرية النفق المظلم؟.. وما سبب اللجوء إلى التاريخ: الاستسهال أم اللعب في المناطق الآمنة؟

أديب نوبل نجيب محفوظ،
أديب نوبل نجيب محفوظ، فيتو

في مثل هذا اليوم قبل 24 عامًا..اختار اتحاد الكتاب العرب قائمة أفضل مائة رواية عربية. ضمت القائمة 29 رواية مصرية. الزخم المصري في القائمة يعكس تميز كتاب الرواية المصريين خلال القرن الماضي. القائمة ضمت أسماء روائيات متميزات مثل: سعاد مكاوي ولطيفة الزيات.

 الروايات الحاضرة في هذا القائمة شملت: ثلاثية نجيب محفوظ، "شرف" لصنع الله إبراهيم، و"الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد، "رامة والتنين" لإدوار الخراط، و"الزينى بركات" لـ جمال الغيطانى.

كما ضمت القائمة أيضًا روايات: "لا أحد ينام في الإسكندرية" لإبراهيم عبد المجيد، "الحب في المنفى" لـ بهاء طاهر، "الحرام" ليوسف إدريس، "الأفيال" لفتحى غانم، و"قنديل أم هاشم" لـ يحيى حقي". 

من الروايات التي زينت القائمة أيضًا: "العودة إلى المنفى" لأبو المعاطي أبو النجا، "وكالة عطية" لخيرى شلبى، مالك الحزين لـ"إبراهيم أصلان"، "عودة الروح" لتوفيق الحكيم، "أيام الإنسان السبعة" لعبد الحكيم قاسم، "رباعية بحرى" لمحمد جبريل، و"ثلاثية غرناطة" لرضوى عاشور. 

كما اشتملت القائمة على روايات: "دعاء الكروان" لطه حسين، "فساد الأمكنة" لصبرى موسى، "السقا مات" ليوسف السباعى، "تغريبة بنى حتحوت" لمجيد طوبيا، "بعد الغروب" لمحمد عبد المجيد عبدالله، "شيء من الخوف" لثروت أباظة، و"في بيتنا رجل لـإحسان عبد القدوس".

محمد البساطي كان حاضرًا بروايته "صخب البحيرة لمحمد البساطي" بالقائمة التي ضمت أيضًا: "السائرون نيامًا" لسعد مكاوى، "1952" لجميل عطية إبراهيم، "البشموري" لسلوى بكر، و"الباب المفتوح" لـ لطيفة الزيات.

هذا الزخم الروائي الكبير لمصر وروائييها يعكس كيف عاشت الرواية المصرية خلال القرن الماضي عصرًا ذهبيًا.

 أسباب كثيرة تضافرت لازدهار الرواية خلال هذه الفترة، ربما يكون بعضها سياسيًا، وبعضها خاصًا بوفرة المواهب وجرأتها وزخم الأحداث الملهمة. 

لقد تجلى نجاح الرواية المصرية في تتويج نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب في العام 1988؛ ليصبح أول وآخر أديب عربي يفوز بهذه الجائزة العالمية حتى الآن.

وبين ماضٍ ازدهرت فيه الرواية المصرية وقدمت أعمالًا لا تزال خالدة ومبهجة وملهمة، وبين واقع متناقض تمامًا..فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين ذهبت الرواية المصرية، وهل تراجعت فعلًا،ولماذا، وكيف يتم استنهاضها من جديد؟

قد لا يكون العدد أحيانًا كاشفًا أو دالًا على شيء؛ فربما تضخ دور النشر المصرية سنويًا رقمًا كبيرًا من الروايات، ولكن كثيرًا منها يمر في هدوء، ولا يسمع عنه أحد شيئًا، وغائب طوال الوقت عن منصات التتويج في المسابقات العربية والعالمية.

الرواية المصرية في السنوات الأخيرة إما غارقة في المحلية المفرطة، وإما منعزلة عن الواقع، وإما منصرفة للتاريخ. الرواية التاريخية هي الأكثر رواجًا في الفترة الأخيرة؛ قد يكون السبب إيثارًا للسلامة وهروبًا من الواقع وتجنبًا للاصطدم بأية معوقات محتملة.

 قد يكون السبب الرئيس في انصراف الروائيين المصريين إلى الرواية التاريخية أيضًا –كما يقول بعض النقاد- ناجمًا عن فقر الخيال مثلًا، ومن ثم يجدون في وقائع التاريخ أفكارًا سهلة وسابقة التجهيز، أو احتجاجًا مباشرًا على الواقع، أو لهثًا وراء جوائز عربية سخية لا تأتي غالبًا ولا تُدرك؛ فليس كل ما يريده الرواة يدركونه. الرواة المصريون غائبون عن منصات التتويج في مناسبات عديدة إلا في استثناءات محدودة.

إجمالًا.. فإن الرواية المصرية التي فرضت نفسها بقوة على قائمة أفضل مائة رواية عربية خلال القرن المنقضي لا تمر منذ بداية القرن الحالي بأفضل حالاتها، وتشهد تراجعًا ملحوظًا على مستوى الكيف والمضمون وليس الكم والعدد. لا أحد ينكر ذلك حتى "أهل الكار" أنفسهم. قد يكون لديهم أسبابهم. وقد يكون بعضها وجيهًا، وبعضها دون ذلك، ولكن ما لا يجرؤ أحد على إنكاره هو أن فن الرواية المصرية -بشكل عام- يتراجع بقوة إلى الخلف حتى إشعار آخر. 

ويبقى السؤال:  عندما يتم اختيار قائمة أفضل مائة رواية  عربية في نهاية القرن الحالي، هل سوف تكون الرواية المصرية حاضرة بنفس القوة والزخم الذي كانت عليه في قائمة القرن العشرين؟

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية