الشيخ عبد الحميد كشك.. سر هجوم فارس المنابر على أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم والزعيم.. وماذا قال لعمار الشريعي قبيل وفاته؟
عبد الحميد كشك، عُرف الشيخ عبد الحميد كشك الذي تحل ذكرى وفاته السابعة والعشرون اليوم بين محبيه ومريديه بـ"فارس المنابر".
كان الرجل يمتلك أدواته كاملة من حيث العلم الفقهي الواسع الذي تحصَّل عليه في كلية أصول الدين وسيطرته على المركز الأول طوال مراحل الدراسة، والمتابعة الجيدة لأحوال البلاد والعباد، والصوت الجهوري الذي لا يكلُّ ولا يملُّ مهما طال زمن الخُطبة.
وُلِد الشيخ كشك -الذي عاش بين عامي 1933-1996- ليكون خطيبًا؛ فقد صعد المنبر في قريته بمحافظة البحيرة صبيًا لم يتجاوز عمره اثني عشر عامًا.
كانت جميع المؤشرات تنبيء بأن مستقبله سوف يكون على المنابر؛ بما امتلكه من جرأة –رغم فقد بصره- وآفاق واسعة، تتجاوز القضايا الفقهية الكلاسيكية إلى الاشتباك مع القضايا الاجتماعية والحياتية بتفاصيلها كافة دون قيود أو خطوط حمراء.
لم يشأ الشيخ "كشك" أن يحافظ على مساره الجاد في الدعوة، مثل غيره من معاصريه كالشيخ محمد الغزالي مثلًا- ولكنه دأب على انتقاد المشاهير من الساسة والفنانين والأدباء..بل وأقرانه من علماء ورجال الدين، وصولًا إلى الأزهر الشريف، وهو الانتقاد الذي سرعان ما تحول إلى هجوم عنيف لم يجد صدىً مقبولًا عند الجميع، حتى وإن كانت له وجاهته في بعض الأحايين.
الشيخ كشك يهاجم أمينة السعيد بسبب شائعة
كان الشيخ "كشك" عنيفًا جدًا في كثير من المواقف؛ خاصة عندما نراه يشتبك مع مفكر كبير في وزن الدكتور مصطفى محمود، ويمارس سخريته ضده، فيقول: "لا تأخذوا شيئًا عن مصطفى محمود، بل خذوا عن المصطفى المحمود".
حمدي حافظ: الشيخ كشك كان وراء اعتزالي الفن
لا ندري هل كان الشيخ "كشك" جادًا في جميع مواقفه مخلصًا لها، أم إن نداهة الشهرة، وجاذبية الأضواء، ورواج أشرطته كانت دافعًا له إلى ذلك.
ولا يخفى على أحد أن مسجد "عين الحياة" بضاحية "حدائق القبة" بالقاهرة، الذي كان "كشك" يخطب فيه كلَّ جمعة تحوَّل خلال هذه الفترة إلى مقصد للمصلين من كل صوب وحدب؛ إعجابًا بالشيخ وجرأته وسخريته اللاذعة غير المعتادة من الشيوخ المعممين؛ فضلًا عن لغته الموسوعية، وينسب للشيخ أنه ألقى 7000 خطبة طوال حياته، لم يخطئ لغويًا في أيٍّ منها مرة واحدة.. بحسب مروان صباح.
وإذا خصصنا هذه السطور لمناقشة إشكالية هجوم الشيخ "كشك" على المشاهير، فإن هناك سؤالًا يطرح نفسه وهو: هل كان الشيخ يفعل ذلك انتصارًا لما يراه حقًا، أم إرضاءً لحاجة في نفسه قضاها أو لم يقضِها، وهل لم يكن هناك أسلوب أفضل في النصح والإرشاد يتماهى مع الهدي القرآني: "وادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"؛ لا سيما أن النهج الثاني أوقع ومن شأنه أن يقود المخطيء –إن كان مخطئًا- إلى الصواب، بدلًا من أن يزيده عنادًا؟!
أسامة الأزهري: خطاب الشيخ كشك الديني كان سطحيا ومبتذلا
هجوم الشيخ كشك على أم كلثوم وعبد الوهاب والعندليب
أغنية: "إنت عمري" كانت سببًا في هجوم الشيخ "كشك" على أم كلثوم، متسائلًا: عنها: "امرأة فى الثمانين من عمرها تقول: "خدنى فى حنانك خدنى".. يا شيخة ربنا ياخدك".
اندفع الشيخ "كشك" في الاشتباك أيضًا مع الموسيقار محمد عبد الوهاب؛ على خلفية أغنيته: "من غير ليه"، واعتبرها تنطوي على سوء أدب مع الله وخروجًا عن اللياقة والأدب!
كذلك لم ترق أغاني عبد الحليم حافظ للشيخ "كشك" ولم تعجبه كلماتها، فصوَّب سهامه الحادة نحوه ونحوها، واتهم المطرب الراحل بالمسؤولية عما وصفه بإفساد أجيال من الشباب.
تندر الشيخ "كشك" على كثير من أغاني العندليب الأسمر مثل: "رسالة تحت الماء"، و"ماسك الهوا"، و"جئت لا أعلم من أين". بدأ الشيخ في هجومه على "عبد الحليم"، واستخدم أوصافًا قاسية، ومرادفات صعبة في ذلك.
كما نالت "شادية" حظها من هجوم الشيخ "كشك" على خلفية أغنية: غاب القمر يا ابن عمي"، التي تقول بعض كلماتها:"غاب القمر يا بن عمى يللا روحنى.. دا النسمة آخر الليل بتفوت وتجرحنى"، حيث صوب نحوها مدفعيته الكلامية قائلًا: "وإيه اللى خلاكى يا مضروبة تتأخرى معاه لهذا الوقت بعيدا عن أعين الرقباء"؟!
هنا..يجب أن نذكر أن أم كلثوم والعندليب وشادية تركوا ميراثًا غنائيًا دينيًا خالدًا، كما إن منهم من اختتم حياته بأعمال خيرية ووطنية جليلة وعظيمة.
مكالمة الشيخ كشك لعمار الشريعي
بدت "الحالة الكشكية" –إن جاز الوصف- صاخبة ومزعجة في الوسط الفني، وهو ما دفع الموسيقار الراحل عمار الشريعي إلى أن يسأل الشيخ -كما روى في حوارين صحفيين مع جريديتي "القاهرة" و"الشروق" على الترتيب- عن السر وراء هجومه المستمر على كبار المطربين والفنانين- عندما اتصل الأخير به إبان تقديمه برنامجه الشهير: "غوَّاص في بحر النغم".
وحسبما قال "الشريعي" خلال الحوارين.. فإن الشيخ برر مثلًا هجومه على "أم كلثوم" قائلًا: "شتمتُ من أحب لأنها قالت ما لم أحبه"، مضيفًا: "لم أتصور أن الصوت الذى غنى عظائم السنباطى ونهج البردة، وإلى عرفات الله، يقول: "هات إيديك ترتاح للمستهم إيديا". ولا تبدو تلك الحجة منطقية ومستساغة؛ في ظل وجود وسائل وأساليب أخرى يطرح من خلالها وجهة نظره دون تجريح وإهانة.
هجوم الشيخ على مدرسة المشاغبين
ورغم المبالغة التي نلمسها في هجوم "كشك" على المطربين المذكورين وغيرهم، وتحميل معاني كلمات أغانيهم أكثر مما تحتمل، وإخراجها عن إطارها المجازي والرومانسي إلا إن هجومه على مسرحية "مدرسة المشاغبين" بدا واقعيًا؛ فالمسرحية –بنظر كثير من التربويين وأساتذة الاجتماع وعلم النفس- كانت ولا تزال سببًا مباشرًا في إفساد العملية التعليمية، ولا تزال هناك أصوات تطالب عدم عرضها. الشيخ "كشك" انتقد المسرحية وأبطالها، وتحديدًا عادل إمام؛ ومن بين الأقوال التي تُنسب إليه في هذا السياق: "دعونا الله أن يرزقنا بإمام عادل، فرزقنا بعادل إمام"!!
سخرية ممتدة في جميع الاتجاهات
لم تقتصر سخرية " كشك" على الفنانين، ولكنها امتدت إلى معظم أدباء عصره مثل: نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبد الرحمن الأبنودى. كما كان عنيفًا مع الشيخ محمد متولي الشعراوي؛ بسبب أمور خلافية، كان يمكن أن تناقش في هدوء، كما طالت سهامه مؤسسة الأزهر الشريف التي ينتمي إليها.
فيديو نادر للشيخ "كشك" عن رؤية الرسول في المنام
هل كانت الغاية تبرر الوسيلة؟
ورغم المكانة التي وصل إليها الشيخ "كشك"، حتى لُقب بـ"فارس المنابر" إلا إن كثيرًا من أهل العلم والاختصاص كانوا يأخذون عليه حشد الأحاديث الضعيفة والموضوعة في خطبه؛ للوصول إلى النتيجة التي يريدها، وهو الأمر الذي يقودنا إلى الإجابة عن سر اشتباكه الدائم والمستمر مع كل من يختلف عليه، وكأنه يرفع الشعار البرجماتي::الغاية تبرر الوسيلة"..غفر الله للشيخ عبد الحميد كشك الذي قضى نحبه ساجدًا في مثل هذا اليوم من العام 1996 وتجاوز عنه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
