فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

العام الجديد وأمنيات السلام

يومان ويبدأ العام الجديد وسط أمنيات بأن يكون أفضل من العام المنصرم ويسود السلام في أنحاء العالم، وتتوقف الحروب والصراعات التي راح ضحيتها آلاف البشر الأبرياء دون أي ذنب ارتكبوه، ولعل ما يجري في الأراضي الفلسطينية طوال العامين الماضيين هو الوجه القبيح لهذه الصراعات، لما شهدته من جرائم قتل للفلسطينيين وتدمير مساكنهم علي أيدي القوات الإسرائيلية الغاشمة.. 

والتي تخطط للقضاء علي القضية الفلسطينية نهائيا، وتهجير من تبقي من سكانها علي قيد الحياة إلي خارج بلادهم، وإقامة مساكن حديثة ومنتجعات سياحية مكانها لاستيعاب اليهود من أنحاء العالم.


وكان موقف مصر القوي الرافض لعمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، هو حجر الزاوية لإفشال هذا المخطط وصولا إلي القمة العالمية التي دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي انعقادها في مدينة السلام في شرم الشيخ في منتصف أكتوبر الماضي.. 

وحضرها الرئيس الأمريكي ورؤساء فرنسا والمانيا وتركيا والأردن وقطر والبحرين، وممثلون عن المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان، وممثلون لأكثر من عشرين دولة ومنظمة عربية ودولية.


وكانت هذه القمة هي البداية لخطوة أيجابية وهامة لإنهاء هذه الحرب حيث وقع المشاركون فيها وثيقة أمريكية مكونة من عشرين مرحلة، تبدأ بوقف إطلاق النار وصولا إلي الحل النهائي بإقامة الدولة الفلسطينية، ولم تلتزم إسرائيل بهذه الوثيقة وواصلت خطتها علي الرغم من الضغوط الأمريكية والدولية عليها.. 

وفتح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جبهات قتالية أخري في إيران وسوريا ولبنان للقضاء علي حزب الله، وفي اليمن للقضاء علي الحوثيين، هربا من محاكمته في قضايا فساد داخلية وحدد له الرئيس الأمريكي موعدا للقائه اليوم في مزرعته الخاصة في ولاية فلوريدا، لوضع حد لهذه الحروب وسيتابع العالم مساء اليوم نتيجة هذا اللقاء المنتظر.


وقبل هذا اللقاء بأيام قليلة فتح نتنياهو جبهة جديدة في إفريقيا وبالتحديد في جمهورية الصومال، حيث اعترف بجزء منها معروف بإسم أرض الصومال بأنها دولة مستقلة ذات سيادة، وأنه سيقيم علاقات دبلوماسية معها، وهو يتطلع لاحتلالها ويكون له موضع قدم في قلب إفريقيا لتحقيق أطماعه التوسعية.. 

وقد دعا رئيسها المزعوم لزيارة رسمية لإسرائيل، وأثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة في عديد من دول العالم وفي مقدمتها مصر والدول العربية والأجنبية من بينها الولايات المتحدة نفسها، ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة طارئة لبحث هذا الموضوع.


وحين يستقبل الرئيس الأمريكي اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي عليه أن يمارس الضغط القوي عليه لوضع حد لهذه المأساة، بعد أن نجح أخيرا في الوصول إلي حل لإنها الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد عامين من القتال والتدمير، وأمامه الملف الإيراني بعد أن قصفت الطائرات الأمريكية معامل المفاعلات النووية لمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية، ويريد نتنياهو من أمريكا توجيه ضربة أخري لإيران بزعم أن لديه معلومات استخباراتية بأن إيران إستعادت قدراتها النووية.

ومع بداية العام الجديد يتطلع العالم لنهاية هذه الحروب، ويتحمل الرئيس الأمريكي مسئولياته لوضع حد لأطماع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية حتي يسود السلام في المنطقة، ويحصل علي جائزة نوبل للسلام التي يتطلع إليها.