فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله، صالح جودت يتحدث عن فريد الأطرش ويكشف كيف صدر الموسيقى إلى لندن

الموسيقار فريد الأطرش
الموسيقار فريد الأطرش

فى مجلة الكواكب عام 1952 وفي مقال عن الموسيقار فريد الأطرش، الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 1974، كتب الشاعر الكاتب صالح جودت مقالا بعنوان "الموسيقار الحزين" عن فريد الأطرش بمناسبة شفائه من وعكة صحية ألمت به فكتب يقول: "عندما كان الموسيقى المعروف "نومى داندو" يعزف على الأرجن في القاهرة حسبت أن هذا الفنان العالمي يستطيع أن يؤدي أكبر خدمة للموسيقى المصرية عندما يتذوقها فبالتأكيد سوف يعجب بها عندما يستحسنها، وسوف يعزفها فى حفلاته التى يقيمها فى العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وفى هذا أفضل دعاية لمصر، وبهذا رأيت أن أقوم بهذه المهمة فقدمته إلى كثير من الموسيقيين فقال لى ليس عندكم موسيقى تصلح للتصدير إلا موسيقى عبد الوهاب وفريد الأطرش.

حكاية واقعية من شاهد عيان 

وأضاف صالح جودت: وهنا في لندن سمعت تومى داندو يعزف موسيقى فريد الأطرش على الأرجن ومنها لحن أغنيته الربيع والجمهور الإنجليزي الذى يزن الموسيقى بميزان الذهب يصفق ويطرب.. وهذه حكاية واقعية..أحب أن أقولها لأهل بلدي وأهل الفن الذين أعلم أنهم ليسوا على وفاق مع الموسيقار الحزين فريد الأطرش لا يحبون أن يعترفوا به كفنان ملهم.

الشاعر صالح جودت 
الشاعر صالح جودت 


وحكاية أخرى أقولها للذين كلما سمعوا فريد الأطرش ضحكوا هازئين على اعتبار أن مقياس نجاح الفنان مرهون باستجابة الجمهور له، وهم على خطأ لأننى أعرف حجم اتساع جماهيرية فريد الأطرش في مصر والدول العربية، والدليل على ذلك أنه الأعلى أجرًا فى السينما والأعلى أجرا فى حفلاته بالمنطقة العربية، وعلى الجميع أن يعترف أن فريد الأطرش من أحب أهل الفن للجمهور وجمهوره فى أغلبه من ذوات العيون الجميلة، وهذا صنف ممن الناس مرهف الحس رقيق الشعور كلامه أنغام، فلابد أن تكون موسيقى فريد الأطرش مرهفة وحساسة ورقيقة وشاعرية.

 

عرفته في أشقى أيامه 


يقول صالح جودت:عرفت فريد الأطرش فى أشقى أيامه وأسعد أيامه، عرفت فيه الإنسان الذى لا تذله النقمة ولا تغيره النعمة، ففريد الذى كان يغنى فى صالة بديعة مقابل قروش هو نفسه فريد الذى يكسب فى السينما آلاف الجنيهات، وفريد الذى كان عام 1932 يجاهد فى سبيل جنيه واحد فى سبيل أهله وأصدقائه عام 1932 وهم نفس أصدقائه عام 1952.

فريد الاطرش وشقيقته اسمهان 
فريد الاطرش وشقيقته اسمهان 


فى نغمات فريد الأطرش حسن وحزن، فأما الحسن فأترك تفسيره لمحبيه، وأما الحزن فمصدره أن قصة حياة فريد قطيعة من الأهل وسلسلة من المآسي بدأت بغربته عن بلده ثم مصرع شقيقته أسمهان، ووجيعة فى الحب الوحيد الذى كان نور حياته ووحى نغماته، نرى الحزن منقوشا على وجه فريد حتى وهو يضحك، وعندما يغنى تكثر هناته وتبرز قسماته فيخيل إليك أنه يبكى ويدوب فى حرقة الدموع.


يعيب البعض على ضعف صوت فريد الأطرش وقد يكون هذا صحيحا، ولكن ميكروفون الإذاعة والسينما لم يتركا فارقا كبيرا بين الصوت القوى والضعيف، على أن هذا العيب لا ينقص من قدره ولا مكانته فالموسيقى لا يحاسب على صوته ولكن يحاسب على الحانه.

يؤمن بضرورة تطور الموسيقى 


وفريد الأطرش فنان من القلائل الذين يؤمنون بأن الموسيقى المصرية يجب أن تتقدم وتتطور وتجارى العصر وتصلح للوصول إلى العالمية لأن فريد الأطرش يؤمن بالهارمونى، ويؤمن بالأوركسترا الذى يجعل الأغنية صالحة للعالمية.

موسيقار الالحان فريد الاطرش 
موسيقار الألحان فريد الاطرش 

من المعروف أن فريد الأطرش الذى رحل عام 1975 قدم أكثر من 100 مقطوعة موسيقية، ولحن أكثر من 300 أغنية وست قصائد غناها بالفصحى منها: “أضنيتني بالهجر، وعش أنت، ولا وعينيك، عدت يا يوم مولدي، وردة من دمنا، لست وحدك”. إضافة إلى ثماني أوبريتات منها الربيع بل وأشهرها، وبساط الريح، كما قدم بصوته أكثر من 30 أغنية غناء فرديًّا.