إذاعي وسيناريست ورسَّام، أوراق من حياة الدنجوان كمال الشناوي قبل الشهرة الفنية
كمال الشناوي، فنان قدير طوال مراحل حياته، قدَّم جميع الأدوار الرجل المسن والشاب، ورجل الأعمال والنصاب والرومانسي. أحد دنجوانات السينما في عصرها الذهبي، ولد في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1921 بمدينة ملكال بالسودان، حيث كان والده يعمل هناك، حضر إلى مصر طفلًا، وعاش في مدينة المنصورة ثم في حي السيدة زينب، قدم أدوار البيه والبلطجي والصحفي والعاشق وغيرها. رحل عام 2011.
عشق الرسم منذ صغره، ودرس الفن التشكيلي بمعهد التربية الفنية، وعمل مدرسًا للرسم في بداياته، وحصل على لقب الفتى الأول والدنجوان وهو طالبًا بسبب وسامته وموهبته هو صاحب أطول مشوار فني عمل حتى أواخر أيام حياته بعدما تخطى التسعين عامًا، ومن أشهر أدواره دور خالد صفوان في فيلم الكرنك.
قدم “على المصطبة” في الإذاعة
نتيجة لنبرات صوته المميزة اختارت الإذاعة كمال الشناوي في الستينيات لتقديم برنامج تربوي بعنوان “صور وحكايات” للأطفال، كما شارك سامية صادق في تقديم برنامج “على المصطبة”، وقدم برنامج “فن الحياة” فى صوت العرب.

كما كان الفنان كمال الشناوي يملك موهبة التأليف فمارس كتابة السيناريو والحوار مع اثنين من رواد وكبار السينمائيين، السيد بدير وحسن الإمام في فيلم “وداع في الفجر” من بطولة “شادية، يحيى شاهين” ليكتب بعد ذلك سيناريوهات ستة أفلام منها “سامحني” إخراج حسن رضا عام 1960 مع سميرة أحمد، وفيلم “الوديعة” المأخوذ عن تجربة شخصية له عندما أحب سيدة معجبة به عن طريق التلفون ولم يرها قَطُّ، إلى أن اختفت دون أن يعرف سر اختفائها، وكانت آخر كتاباته فيلم “نساء الليل” عام 1973 مع ناهد شريف.
“تنابلة السلطان” تجربة إخراج وحيدة
كما قدم الفنان كمال الشناوي خلال اكثر من نصف قرن أكثر من 200 فيلما بدأها بفيلم “غنى حرب” عام 1948، وكان لا يزال طالبًا أمام فريد شوقي وليلى فوزي حيث اكتشفه المخرج نيازي مصطفى، قدم أول تجربة كوميدية في مشواره حين اختاره المخرج فطين عبد الوهاب لبطولة فيلم “جوز الأربعة” الذي كتب قصته السيد بدير وكمال الشيخ، ومن أشهر أفلامه السينمائية: حمامة السلام، عدالة السماء، اللص والكلاب، الكرنك، ودعوني أعيش، وساعة لقلبك، والعجوز والبلطجي، وموعد مع الرئيس، وحلاوة الروح، وزوجتي والذئب، والحبيب المجهول، وكان آخرها فيلم “ظاظا” عام 2006، وهناك تجربة واحدة في الإخراج قام بها كمال الشناوي في فيلم “تنابلة السلطان” عام 1965.
الوسامة والرسم مفتاحا نجاحه
عن بداياته يقول الفنان كمال الشناوي: “لحسن حظي عندما بدأت العمل في السينما كان أصحاب أدوار الفتى الأول قد بدأوا في الخروج من الساحة وتقدم بهم السن ولم يعد يناسبهم دور الفتى الأول، فكان سببًا لظهوري في الصف الأول وتألقي في بداية أدواري.. وساعدني على ذلك وسامتي ودراستي للفن التشكيلي التي جعلتني متناسقًا مع حركاتي وشخصيتي في أداء أدواري كلها”.
كما برع كمال الشناوي في السينما، وكانت له أدوار لا تُنسى فى الدراما، فقدم عددًا من المسلسلات منها: العسل المر، عودة الروح، القيثارة الحزينة بطولة نجاة الصغيرة ونزار قباني، زينب والعرش، أنف وثلاث عيون، السمان والخريف، المرشدي عنتر، هند والدكتور نعمان، أولاد حضرة الناظر حتى كان آخرها مسلسل “لدواعٍ أمنية” مع المخرج محمد فاضل.

بالنسبة إلى المسرح فلم يدخل دائرة اهتماماته لأنه عشق السينما، لكن كانت له ثلاث تجارب في المسرح فقط هي: أدب الجواز مع ناهد شريف ومصيدة للإيجار مع ليلى طاهر واللعب ع المكشوف.