خبيرة تكشف الموقف الصيني من الغواصات الأمريكية النووية في شبه الجزيرة الكورية
كشفت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف والخبيرة في الشأن الصيني والآسيوي، عن الموقف الصيني تجاه دخول غواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية إلى شبه الجزيرة الكورية مؤخرًا.
وأوضحت حلمي في تصريح لـ “فيتو”، أن هذه التحركات تأتي بعد موافقة الولايات المتحدة على مساعي كوريا الجنوبية للحصول على أول غواصة نووية، وتأسيس شراكة عسكرية أمريكية- كورية جنوبية، تعمل كحلف عسكري مشترك لمواجهة ما تعتبره واشنطن وسيول تهديدًا صينيًا في المنطقة.
وأكدت الخبيرة أن الصين تتابع عن كثب هذه التحركات، معتبرة أن التوسع العسكري الأمريكي في شبه الجزيرة الكورية يمثل تصعيدًا في التوترات الإقليمية، ويعكس توجّه الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها العسكري في آسيا بالتعاون مع كوريا الجنوبية.
بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية
وأكدت الدكتورة نادية حلمي، أن هذا التصعيد الصيني تزامن مع إعلان واشنطن وسول في ديسمبر 2025 عن بدء مفاوضات رسمية لعقد معاهدة تتيح لكوريا الجنوبية بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية.
وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية في الصين تضامنت في هذا السياق مع الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون"، معتبرة أن خطة سول لبناء الغواصات النووية ستزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي لكوريا الشمالية.
خبيرة: الغواصات النووية الأمريكية تعطي البحرية الكورية الجنوبية دورًا عالميًا
وتابعت الخبيرة في الشأن الصيني والآسيوي: إن الرفض الصيني القاطع لتلك الصفقة العسكرية بين واشنطن وسيول يأتي بالنظر إلى أن الغواصات النووية الأمريكية ستمنح البحرية الكورية الجنوبية دورًا أكبر ليس فقط على المستوى الإقليمي وإنما عالميًا.
وأضافت أن الصين حذرت كوريا الجنوبية من ضرورة تحمل المسؤولية عن نشر هذه الغواصات عالميًا، لما تشكله من تهديد للأمن الإقليمي للصين، وخاصة في منطقة جنوب شرق آسيا.
وأوضحت حلمي أن الرد الأمريكي على هذه الاتهامات جاء عبر وزارة الدفاع، التي أكدت أن الشراكة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضرورية لمواجهة أنشطة الصين في "المنطقة الرمادية"، وتعزيز آليات الردع ضد تهديداتها، خاصة في بحر الصين الجنوبي.
كما أشارت إلى وجود مؤشرات على تصعيد أمريكي محتمل، من خلال تدريبات بحرية مشتركة في مياه البحر الأصفر بالقرب من حدود الصين، في خطوة وصفها المراقبون بأنها استفزاز مباشر لبكين.
التنديد الصيني والكوري الشمالي بخطة سيول ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية
وتابعت الدكتورة نادية حلمي، أن التنديد الصيني والكوري الشمالي جاء نتيجة خطة سيول لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، معتبرين أن هذه الخطوة ستزيد من حالة عدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وأنها تُعد عملًا هجوميًا ينتهك بشكل مباشر أمنهما وسيادتهما البحرية.
وأضافت أن هذا التوتر يأتي في ظل تعاون عسكري متنامٍ بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في مجالات بناء السفن العسكرية وتطوير القدرات البحرية، ورصد تهديدات كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية، مع تسليح واشنطن لسيول، خصوصًا في مجال التقنيات العسكرية الخاصة بالمناطق غير المأهولة تحت الماء.
واختتمت الخبيرة بقولها: بناءً على ذلك، دعت وزارة الخارجية الصينية كلا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى الوفاء بالتزاماتهما الدولية المتعلقة بعدم الانتشار النووي، والتعامل مع هذه القضايا بحذر، معتبرة أن هذه التحركات تخدم استراتيجيات القوى العظمى أكثر من حماية المصالح الأمنية الحقيقية للمنطقة الآسيوية المحيطة.