في اجتماع طارئ، تايلاند وكمبوديا تبدآن اليوم محادثات وقف إطلاق النار على الحدود
تبدأ، اليوم الأربعاء، مفاوضات بين العسكريين التايلانديين والكمبوديين في إطار اجتماع طارئ للجنة الحدود المشتركة، برئاسة مشتركة لوزيري دفاع البلدين، على أن تنطلق أولًا بأعمال فنية تمهيدية.
وقد تستمر المحادثات من يومين إلى أربعة أيام في حال تحقيق تقدم، أو تُختتم منذ اليوم الأول إذا تعذّر التوصل إلى تفاهمات.
واتفق الطرفان على عقد الاجتماع الطارئ للجنة الحدود المشتركة خلال لقاء خاص لوزراء دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خصص للنظر في النزاع التايلاندي–الكمبودي، واستضافته العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم الاثنين.
وقال وزير الدفاع التايلاندي الجنرال ناتثابون ناكفانيت للصحفيين في بانكوك، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، إن المفاوضات قد تستغرق من يومين إلى أربعة أيام، إلا أنها ستتوقف فورًا إذا تبيّن منذ اليوم الأول عدم إمكانية الاتفاق، حتى على القضايا التقنية.
وأوضح أن اليوم الأول، الموافق 24 ديسمبر، سيُخصص لاجتماعات الفرق التقنية من الجانبين لتحديد مواقف الطرفين والقضايا الجوهرية محل التفاوض، مضيفًا أن الوفود الرئيسية برئاسة وزيري الدفاع ستتوجه إلى موقع المحادثات بعد الانتهاء من هذه المرحلة إذا أحرزت تقدمًا.
وبحسب معلومات أولية صادرة عن وزارة الدفاع التايلاندية تداولتها وسائل الإعلام مساء الثلاثاء، قد يُعقد اجتماع الوفود الرئيسية في الفترة ما بين 25 و27 ديسمبر.
وفي وقت سابق الثلاثاء، بعث نائب رئيس الوزراء ووزير دفاع كمبوديا تيا سيها رسالة رسمية إلى نظيره التايلاندي، اقترح فيها نقل مكان الاجتماع من الأراضي التايلاندية إلى "أرض محايدة" في كوالالمبور. إلا أن الجنرال ناكفانيت رد برفض رسمي، معتبرًا أن مسألة خفض التصعيد واستعادة وقف إطلاق النار شأن ثنائي بحت ولا ينبغي تدويله.
وأكد الوزير التايلاندي أن مقاطعة تشانتثابوري الحدودية، حيث من المقرر عقد الاجتماع وفق نظام التناوب المعتمد في اللجنة، تُعد منطقة آمنة نسبيًا، إذ لم تشهد خلال النزاع سوى نشاط قتالي محدود.
ويستمر النزاع المسلح المتجدد على الحدود بين تايلاند وكمبوديا منذ 7 ديسمبر، مع استخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية والطيران. وبحسب بيانات القوات المسلحة التايلاندية حتى 22 ديسمبر 2025، قُتل 22 عسكريًا وأصيب أكثر من 120 آخرين، فيما أفادت السلطات الكمبودية بمقتل 18 مدنيًا وإصابة 77 شخصًا.
كما اضطر أكثر من 400 ألف شخص من الجانبين إلى مغادرة منازلهم في المناطق الحدودية.
تعود جذور الخلافات الإقليمية بين تايلاند وكمبوديا إلى الحقبة الاستعمارية، حين تفاوضت مملكة سيام، الاسم السابق لتايلاند، مع الهند الصينية الفرنسية حول ترسيم الحدود.
وأسفرت مفاوضات أُجريت بين عامي 1898 و1907 عن اتفاقيات عدة، إلا أن بعض المناطق الحدودية ظلت غير محددة بدقة بسبب صعوبات جغرافية.
لاحقًا، استندت كمبوديا المستقلة إلى خرائط عام 1907 وقدمت مطالبات إقليمية، ما قاد إلى لجوئها لمحكمة العدل الدولية التي حكمت عام 1962 لصالحها في أحد النزاعات، وهو حكم لا تعترف تايلاند باختصاص المحكمة فيه.
وعلى الرغم من توقيع بروتوكولات لترسيم الحدود عامي 2000 و2001، شهدت المناطق المتنازع عليها اشتباكات متكررة، أبرزها حرب حدودية عام 2011 قرب معبد برياه فيهير. وفي عام 2025 عاد النزاع إلى التصعيد، قبل أن يوقّع الطرفان اتفاق وقف إطلاق نار في 28 يوليو بكوالالمبور بحضور وسطاء من ماليزيا والولايات المتحدة الأميركية والصين، ثم إعلان مشترك لخفض التصعيد في 26 أكتوبر.
ولا يزال الطرفان يتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، في وقت تطالب فيه كمبوديا بوساطة دولية أوسع، بينما تصر تايلاند على الحلول الثنائية حصريًا.