رافقها في رحلة الحياة والموت.. الطفل البطل زياد عصام يلحق بأمه في حادث شهداء لقمة العيش.. حكايات من دفتر الأسر المكافحة.. ووزارة التضامن ودن من طين وأخري من عجين
غيب الموت الطفل “زياد عصام أحمد علي خضير” الضحية الثامنة في حادث عمال الفيوم، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 8 جميعهم من قرية معصرة صاوي، التي كانت قد خرجت في جنازة مهيبة لتودع شهداءها بالدموع، بعد أن خرجوا طلبا لـ "اللقمة الحلال" وعادوا في توابيت الموت.
لحق زياد بأمه بعد أيام قليلة، مكث خلالها بالمستشفى لتلقي العلاج، ليرافق والدته التي رحلت في نفس الحادث ليكونا معا في رحلة الحياة والموت.
حكاية الأسرة المكافحة
ينتمي زياد إلى أسرة مكافحة.. الأب عامل بسيط بأحد المصانع، ولم يكن له من الدنيا إلا زياد وأخاه الأصغرالذي مر بمحنة صحية صعبة أيضا منذ أسابيع، وأمهما المكافحة التي رحلت في الحادث الأليم.
برحيل زياد أصبحت الدار خالية إلا من الأب والطفل الصغير.
بطولة وسط النيران
زياد الذي اعتاد مرافقة والدته في رحلة العمل اليومية، كان قد جسد مشهدا إنسانيا مؤلما وبطوليا في آن واحد أثناء الحادث، بعد أن نجا وألقى بنفسه وسط ألسنة اللهب محاولًا إنقاذ والدته فور انقلاب السيارة وانفجارها.
رغم محاولته الشجاعة، كانت النيران أسرع منه، لتفارق والدته الحياة، بينما كتب الله لزياد عمرًا جديدًا، بعد إصابته بحروق وإصابات متفرقة في أنحاء جسده، ومكث بالمستشفى لتلقي العلاج، لكنه لحق بوالدته بعد أيام.
وزارة التضامن.. ودن من طين وودن من عجين
ورغم فجاعة المأساة التي راح ضحيتها ستة أطفال وامرأتان جميعهم من قرية معصرة صاوي، فإن جهات مثل وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة الفيوم لم تحرك ساكنا حتى الآن.
أصوات عديدة دعت وزارة التضامن، ووزارة القوى العاملة، ومحافظة الفيوم، لفتح تحقيق عاجل في الواقعة، وتعويض أسر الضحايا تعويضًا عادلًا وإنسانيًا، لا مجرد "مساعدة رمزية" خاصة أن هذه الأسر فقدت أبناءها ومعيلها في آن واحد.
شهادات من القرية
وقال المحامي فاروق عبد الكريم، أحد أبناء قرية معصرة صاوي: إن ما حدث يكشف حجم المعاناة التي تعيشها أسر القرية، مضيفًا: “هؤلاء الأطفال لم يخرجوا من بيوتهم ويقطعوا كل هذه المسافات من أجل جنيهات قليلة إلا تحت ضغط الفقر وقسوة الحياة، والذنب لا يقع عليهم ولا على أسرهم، بل على واقع اجتماعي واقتصادي قاس”.
وطالب عبد الكريم الدولة بتقديم رعاية خاصة لأسر الضحايا، مؤكدًا ضرورة معاملتهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية، وبما لا يقل عن معاملة أسر شهداء الواجب، من دعم اجتماعي وحماية ورعاية مستمرة.
وأكد الحاج جميل مصطفى أحد أبناء القرية على ضرورة تضافر كل الجهود من اجل اسر وذوي الشهداء داعيا المسؤولين إلى بذل الجهد الكافي من أجل إنهاء معاناة ذويهم.
تفاصيل الحادث وأسماء الضحايا
وكانت غرفة عمليات شرطة النجدة قد تلقت بلاغًا بوقوع حادث مروري على الطريق الإقليمي في اتجاه الواحات، وعلى الفور انتقلت قوات المرور وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ.
وبالفحص، تبين أن الحادث أسفر عن مصرع كل من: ياسمين نادي فودة، مصطفى رمضان شعيرة، محمود محمد محمد درويش، أحمد سيد عزت، أحمد محمد حنفي، حسن محمود أحمد صاوي، محمود محمد محمد درويش.