فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

ريا وسكينة زي النهارده.. تنفيذ أول حكم إعدام في النساء

ريا وسكينة
ريا وسكينة

ريا وسكينة ، من أشهر القضايا التي شهدتها مصر فى عشرينات القرن الماضى، فهى الجريمة التي هزت المجتمع المصرى في الإسكندرية التي راح ضحيتها أكثر من 17 سيدة من أجل السرقة وصدر فيها الحكم بإعدام السفاحتين أشهر سيدتين في الإجرام في تاريخ مصر ليصبحا أولى النساء اللاتى يطبق عليهن حكم الإعدام، الذى تم تنفيذه فى مثل هذا اليوم 21 و22 ديسمبر 1921.

وقد كثرت الروايات حول قضية ريا وسكينة، فمنها من قالت: إن ريا وسكينة سفاحتان تقتلا من أجل السرقة، ومنها من قال إنهما كانتا تقاوم الاحتلال الانجليزى، لكن الحقيقة الأوقع أنهما سفاحتان مجرمتان كونا عصابة بمساعدة آخرين هم محمد عبد العال زوج سكينة وحسب الله سعيد زوج ريا وعرابى حسان وعبد الرازق يوسف لخطف النساء وقتلهن لسرقة مصوغاتهن.

اكتشاف الجريمة بالصدفة 

وبدأت وقائع قضية ريا وسكينة حين تقدمت زينب حسن ببلاغ إلى قسم اللبان عن اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل في نوفمبر 1919، ثم جاء البلاغ الثانى عن اختفاء زنوبة عليوة، تقدمت به ابنتها واتهمت فيه سكينة بالاسم، لتتوالى بعدها بلاغات الاختفاء لكن دون جدوى، إلى أن تم اكتشاف جريمة القتل بالصدفة حيث كان يملك البيت الذى يسكن فيه ريا وسكينة رجل عجوز ضرير وبعد تركهما للمنزل إلى منزل آخر، أجر البيت رجل إيطالى الجنسية أراد توصيل المياه والمجارى إلى البيت وأثناء الحفر الذى قام سمكرى عثر على جثث القتلى من ضحايا ريا وسكينة مدفونة أسفل البيت، لينكشف سرهم ويقبض عليهم جميعا.

ريا وسكينة 
ريا وسكينة 

توصل البوليس إلى أن ريا وسكينة هما القاتلتان مع تعدد البلاغات عن اختفاء النساء التى وصلت إلى 30 بلاغا، وقام بالبحث والتحرى الصاغ كمال الطرابلسى رئيس المباحث الجنائية بالإسكندرية ومساعده الملازم محمود صلاح وتوصلوا إلى العصابة والقبض عليهم واعترف الجميع.

إعدام سيدتان وأربعة رجال 

وجه إلى أفراد عصابة ريا وسكينة سيدتان وأربعة رجال محمد عبد العال، حسب الله سعيد، عرابى حسان وعبد الرازق يوسف جريمة القتل العمد والسرقة لـ 17 سيدة وسرقة مصاغهن بعد أن استدرجتهما ريا أو سكينة من سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية بحجة أنهما تعملان دلالات ولديهما الأقمشة المختلفة، وقضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعا وسجن الصائغ الذى كان يشترى منهم الذهب المسروق خمسة أعوام.

عصابة ريا وسكينة 
عصابة ريا وسكينة 

وفى محاكمة رائعة فى مايو 1921 كان دخول الجمهور فيها وحضور الجلسة بتذاكر مدفوعة، وكان الزحام شديدا لمشاهدة المجرمين، وفى نهاية المحاكمة حكم القاضى أحمد مرسى بالإعدام لسيدتين وأربعة رجال.

ونفذ الحكم بالإعدام فى مثل هذا اليوم 21  و22 ديسمبر 1921 بسجن الحضرة بحضور محمد حداية محافظ الإسكندرية وأطلقت ريا عبارة " هى موتة ولا أكثر "، وقالت سكينة " السجن للجدعان"، ليصبح أول حكم  بإعدام النساء فى مصر من نصيب السفاحتين ريا وسكينة.

زغاريد سيدات حى اللبان 

فى اليوم التالى نشرت الصحف خبر تنفيذ حكم الإعدام تقول فيه: أشرقت شمس اليوم لترفع الرايات السوداء على سارية سجن الحضرة بالإسكندرية إعلانا عن تنفيذ حكم الإعدام، بينما أحاطت بالسجن مجموعة من النساء من حى اللبان يهتفن ويزغردن بإعدام ريا وسكينة.

البداية عرض مسرحى لنجيب الريحانى 

واستغل الكتاب والمخرجون قضية ريا وسكينة على مدار أكثر من 100 عام، وقدمت حولها ثلاثة أفلام وأربع مسرحيات، فقدمت القصة فى فيلم قامت ببطولته النجمتين نجمة إبراهيم التى قدمت  ريا، وزوزو حمدي الحكيم التى قدمت  سكينة مع أنور وجدى وشكرى سرحان وبرلنتى عبد الحميد، إلا أن الحقيقة أن أول عمل فنى يقدم قصة السفاحتين ريا وسكينة قدمه الفنان نجيب الريحانى فى عرض مسرحى أنتج عام 1921 بعنوان "ريا وسكينة" كأول عمل فني يتناول القضية بعد شهرين من تنفيذ حكم الإعدام عليهما. 

إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة 

وفى عام 1955 قدم إسماعيل يس وعبد الفتاح القصرى فيلما كوميديا بعنوان " إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة"، وفى بداية الثمانينات قدمت شادية وسهير البابلى وأحمد بدير وعبد المنعم مدبولى مسرحية ريا وسكينة كوميدية استعراضية اجتماعية واستمر عرضها أربع سنوات إخراج حسين كمال، وفى عام 1983 قدمت شريهان ويونس شلبى فيلم "عودة ريا وسكينة" وأخيرا قدمت الدراما المصرية قصة ريا وسكينة فى مسلسل بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب إخراج جمال عبد الحميد.