فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

قصة سمية الألفي وفاروق الفيشاوي، حب طويل انتهى بألم واحد

سمية الألفي وفاروق
سمية الألفي وفاروق الفيشاوي، فيتو

رحلت عن عالمنا اليوم الفنانة سمية الألفي بعد صراع مع مرض السرطان، وبالرغم من الرحيل ستظل سمية باقية في وجدان جمهورها ومحبيها بأعمالها المتميزة وأدوارها التي لا تنسى.

سمية الألفي وفاروق الفيشاوي

وتعد حياة الفنانة سمية الألفي العاطفية أشبه بقصص الأفلام، فقد عاشت قصة حب شديدة الخصوصية، لا تشبه القصص المعتادة، فلم تكن قصة سمية الألفي مع زوجها وحبيبها الراحل فاروق الفيشاوي مجرد زواج فني عابر، بل حكاية بدأت مبكرا في سبعينيات القرن الماضي، واستمرت آثارها حتى آخر أيامها وكان عنوانها الحب والتسامح بلا حدود.

بداية الحكاية.. حب من أولي بروفة

 في عام 1973، وعلى خشبة مسرح الأطفال، التقت سمية الألفي بفاروق الفيشاوي أثناء فترة الجامعة، كان اللقاء الأول كافيا ليشعل شرارة حب سريع في قلب فاروق والإعجاب في قلب سمية، وكما روت سمية لاحقا في تصريحات تليفزيونية، كان فاروق مندفعا في مشاعره، صريحا إلى حد لافت، حيث كان يعبر عن إعجابه بطريقته الخاصة فبعدما علم ما تحب، أحضر من ثاني بروفة لهما في العرض المسرحي الذي جمعهما شوكولاتة، ولبان، وورد وأصبح يقدم لها اهتمام بالغ، وحنية تركت أثرها في الفتاة العشرينية.

لم تكن الطريق ممهدة لقصة الحب تلك، ففي سبعينيات القاهرة، لم يكن مقبولًا أن ترى فتاة تمشي مع شاب، لتتفجر أزمة عائلية كبرى بعدما رآها شقيقها برفقة فاروق أثناء سيرها إلي جواره في الشارع ورغم الاعتراضات والمخاوف المرتبطة بدراسته في معهد الفنون المسرحية وانتماءاته الفكرية، تمت قراءة الفاتحة سريعًا، لكن الضغوط العائلية تصاعدت، ووصلت حد مقاطعة الأم، وحرمان سمية من الهاتف والجامعة، ورغم ذلك، اختارت سمية الحب، وتزوجت فاروق في بيت شقيقه، في زواج غابت عنه الأم عامًا كاملًا قبل أن تعود في الأخير إلى ابنتها.

16 عامًا من التسامح 

وبعد الزواج لم تكن الحياة مليئة بالأحلام، ففي اعترافات صادمة وصريحة، قالت سمية الألفي في لقاءات تليفزيونية إنها سامحت فاروق الفيشاوي على خيانته لها لمدة 16 عاما، مؤكدة أن التسامح بالنسبة لها كان قوة لا ضعف، وأن حبها لفاروق الفيشاوي كان أكبر من الجراح، كانت ترى أن الخيانة لا تنتقص من كرامتها، وأن زوجها لم يسيء إليها يوما لفظا أو فعلا، حتى حين كانت تعرف، كانت تختار الصمت، احترامًا لذاتها، ولتربيتها، ولحب لم تستطع الهرب منه، وبعد سنوات طويلة من الصبر، جاء القرار الأصعب، أصرت سمية على الطلاق بعدما أنهكها الضغط النفسي.

حب لا يموت رغم الانفصال

تزوجت سمية الألفي أكثر من مرة بعد انفصالها عن فاروق من أبرزهم مدحت صالح، لكنها اعترفت بأن أي حب لم يقترب من مكانته في قلبها، وقالت صراحة إن فاروق هو الوحيد الذي استطاعت أن تسامحه على الخيانة، وبكت على الهواء، نادمة على انفصالها عنه في فترة مرضه الأخيرة. 

وعندما أصيب فاروق الفيشاوي بالسرطان، كانت سمية إلى جواره، رافقته في المستشفى خلال آخر أسبوعين من حياته، وتمنت لو كانت إلى جانبه ليلا ونهارا حتى اللحظة الأخيرة، رحل وهو نائم، وبقيت هي تحمل ثقل الوداع.

حياة باهتة بعد الرحيل

بعد وفاة فاروق فقدت سمية إحساسها بالحياة، بدت الحياة بعدها بلا لون، بلا شغف، وكأن الحب الذي عاشته استنزف كل ما تبقى.

وفي الأخير رحلت سمية الألفي بالمرض نفسه الذي خطف حب عمرها، عاشت بعده سنوات هادئة، باهتة، محاطة بالذكريات أكثر من الأحلام، كانت قصتها مع فاروق الفيشاوي نادرة، حب غير مثالي، مليء بالأخطاء، لكنه صادق، عميق، وممتد حتى ما بعد الموت، حكاية امرأة أحبت، فسامحت، ثم دفعت ثمن الحب حتى النهاية.