أمين مجمع "الخالدين": الاهتمام باللغة العربية يجب ألا يقل عن المأكل والمشرب (فيديو)
أكد الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، أن الاحتفاء باللغة العربية لا ينبغي أن يقتصر على يوم واحد في العام، بل يجب أن يكون نهجا يوميا يستهدف ضخ القوة والحيوية في أوصالها، وتعزيز حضورها في محيطها اللغوي واستعمالاتها في كافة المجالات.
الأمين العام لمجمع اللغة العربية
وشدد مدكور، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، على أن هذا اليوم يمثل نقطة تذكير للأمة بمسؤوليتها تجاه الحفاظ على لغتها، والعمل على تطويرها وتثبيت مكانتها، بما يضمن صون عناية الناس بهذه اللغة الشريفة، التي ينظر إليها العالم الإسلامي -حتى في غير الدول العربية- بكل قدسية وإجلال، بوصفها لغة الثقافة والتاريخ والهوية، ووعاء الدين الحنيف.
وأوضح الأمين العام لمجمع اللغة العربية أن استحضار قيمة اللغة ليس مسألة عابرة، بل يجب أن يكون منطلقا لعناية بالغة تشمل عدة مسارات حيوية، وهي المنظومة التعليمية بجميع مراحلها، من الدرجات الأولى وحتى التعليم الجامعي والعالي، المجال الإعلامي مع التركيز المكثف على البرامج الثقافية الرصينة، كما يجب أن تكون لغة المؤسسات المختلفة.
ودعا الدكتور مدكور إلى ضرورة تحويل الاهتمام باللغة من مجرد عاطفة وجدانية إلى واقع عملي تطبيقي، مطالبا بأن تعامل اللغة العربية في عقر دارها بذات الحرص والجدية التي تعامل بها اللغات الأجنبية، من حيث دقة الاستخدام والعمل على نشرها في كل محفل.
كما حث مدكور الجهات المسؤولة عن العلم والثقافة في الدولة على تولي زمام المبادرة لنشر اللغة عبر سن القوانين والتشريعات المنظمة، مذكرًا بالتاريخ المشرف للعربية حين تربعت على عرش العلم لما لا يقل عن خمسة قرون متواصلة، مؤكدا أنها جديرة اليوم باستعادة ذلك المجد.
واختتم الدكتور عبد الحميد مدكور حديثة خلال تهنئته باليوم العالمي للغة العربية: "لن تبلغ اللغة العربية مكانتها المستحقة إلا إذا كان اهتمامنا بها عمليا وحيويا لا يقل عن اهتمامنا بالطعام والشراب؛ فإذا كان الطعام والشراب قواما لأبداننا، فإن اللغة العربية هي قوام أرواحنا".