فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أنبا صموئيل المعترف، سيرة قديس ثبت في الإيمان حتى النفس الأخير

الكنيسة الأرثوذكسية،
الكنيسة الأرثوذكسية، فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس أنبا صموئيل المعترف، أحد أعلام الرهبنة القبطية ورموز الثبات على الإيمان المستقيم عبر العصور.

 

قصة القديس أنبا صموئيل المعترف

ويعد القديس أنبا صموئيل المعترف رئيس دير القلمون نموذجًا فريدًا في الجهاد الروحي والاعتراف بالإيمان، إذ وُلد في قرية دكلوبا من كرسي ميصيل لأبوين تقيّين، وكان وحيدهما. وقد تنبأ عنه والده القس أرسلاؤس، بحسب ما رآه في رؤيا ليلية، بأن يكون مختارًا للرب ومؤتمنًا على جماعة كبيرة طوال أيام حياته.

 

ومنذ صغره اتسم القديس بالطهارة ومحبة الله، وشغف قلبه بحياة الرهبنة، فقادته العناية الإلهية إلى برية شيهيت، حيث ظهر له ملاك الرب في هيئة راهب وأرشده إلى القديس أنبا أغاثو، الذي قبله تلميذًا لديه. وبعد ثلاث سنوات من الطاعة والنسك، تفرغ القديس أنبا صموئيل للصلوات والأصوام الشديدة، حتى رُسِم قسًا على كنيسة القديس مقاريوس.

 

وتجلّى جهاده واعترافه بالإيمان حينما واجه “طومس لاوون” ورفضه علنًا دفاعًا عن الإيمان الأرثوذكسي المستقيم، فتعرض بسبب ذلك للتعذيب الشديد حتى فُقِئت إحدى عينيه، ثم طُرد من الدير. وبإرشاد ملاك الرب، توجّه إلى القلمون حيث أسس ديرًا صار منارة روحية، يعلّم فيه أبناءه ويثبتهم في الإيمان.

 

وتعرض القديس لمحنٍ كثيرة، من بينها اضطهاد المقوقس حاكم مصر، وسبيه على يد البربر، ومحاولات متكررة لإجباره على عبادة الشمس، إلا أن إيمانه الراسخ كان سببًا في صنع المعجزات، ومنها شفاء ابن سيده، الأمر الذي أدى إلى انتشار صيته في تلك البلاد، وعودة القديس إلى ديره مكرمًا.

 

وعند عودته، التف حوله آلاف التلاميذ، وتجلت له السيدة العذراء معلنة أن هذا الموضع سيكون مسكنًا لها إلى الأبد. كما وضع القديس العديد من المواعظ والكتابات الروحية، وتنبأ بأحداث مستقبلية، من بينها دخول الإسلام إلى مصر.

 

وقبيل نياحته، جمع القديس أنبا صموئيل المعترف أبناءه وأوصاهم بالثبات في مخافة الله، والجهاد من أجل الإيمان المستقيم حتى النفس الأخير، لتظل سيرته عبر الأجيال شاهدًا حيًا على قوة الإيمان والصبر وسط التجارب.