فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أسعار النفط تهوي لأدنى مستوياتها منذ 2021 وسط مخاوف زيادة المعروض وتراجع الطلب

أسعار النفط
أسعار النفط

شهدت الأسواق النفطية العالمية اليوم الثلاثاء هبوطا حادا، حيث اخترقت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي حاجز 55 دولارا للبرميل لأول مرة منذ فبراير 2021. 

تراجع أسعار النفط 

وتراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى مستويات متدنية جديدة، في حين انخفض مزيج برنت القياسي العالمي دون مستوى 60 دولارا للبرميل لأول مرة منذ مايو الماضي.

المعروض النفطي العالمي

ويعزى هذا الهبوط المتسارع أساسًا إلى توقعات المحللين بوجود فائض كبير في المعروض النفطي العالمي خلال الفصل الأول من العام الجاري. 

يأتي هذا الفائض مدفوعا بموجة من الإنتاج المتزايد من تحالف "أوبك+"، والذي خفف مؤخرًا من قيود الإنتاج، إلى جانب تدفق إمدادات جديدة من دول في الأمريكتين مثل الولايات المتحدة والبرازيل. 

وفي الجانب الآخر، يواجه الطلب العالمي ضعفا ملحوظا، خصوصا مع تباطؤ النمو الاقتصادي في العديد من الاقتصادات الكبرى واستمرار سياسات الإغلاق في الصين لفترة أطول مما كان متوقعًا.

كما ساهمت عوامل جيوسياسية في تكثيف الضغوط الهبوطية، فقد أدت آمال جديدة باحتمال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لوقف الحرب في أوكرانيا إلى تقليص ما يُعرف بـ "علاوة المخاطر الجيوسياسية"، والتي كانت تدعم الأسعار بمقدار عدة دولارات في السابق، وأظهرت السوق رد فعل فوريًا على هذه التطورات، مع تراجع حاد في الأسعار.

وتتزايد مؤشرات الضعف عبر مختلف أجزاء السوق النفطية، ففي آسيا، دخلت أسعار خامات الشرق الأوسط، مثل خام دبي، في نمط هبوطي واضح. 

كما انكمشت هوامش تكرير الوقود، حيث تراجعت العلاوات المرتفعة التي كانت تتمتع بها منتجات مثل البنزين والديزل مقابل النفط الخام بشكل حاد، مما يشير إلى ضعف الطلب على المنتجات المكررة.

 

ويشير هيكل منحنى الأسعار الآجلة إلى وجود حالة "كونتانجو"، حيث تكون الأسعار الآجلة أعلى من السعر الفوري، مما يعكس وفرة في الإمدادات الفورية.

وينظر المحللون إلى هذا الهبوط الحاد كمؤشر قوي على تحول في معنويات السوق، مع استعداد المستثمرين لمرحلة جديدة من الوفرة النفطية.

ومع دخول مزيد من النفط غير التقليدي إلى السوق واستمرار مخاوف الركود، قد تواجه الأسعار مزيدًا من الاختبارات الهبوطية في الأسبوع المقبل.