فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

متغطرسون يرتكبون جرائم حرب ويؤمنون بأنهم فوق القانون.. "ذا جارديان" تشبه ترامب ونتنياهو ووزير الدفاع الأمريكي بـ"الجنجويد الجدد"

بيت هيجسيث يوقع على
بيت هيجسيث يوقع على العلم الأمريكي في قاعدة أمريكية، فيتو

تحت عنوان "مرحبا بكم في عصر الإفلات من العقاب"، نشرت جريدة "ذا جارديان" البريطانية مقال رأي لمعلق الشئون الخارجية في الجريدة سيمون تيسدال أكد فيه أن قوات ترامب القاتلة الخارجة عن القانون، التي تغزو الخارج كما تفعل في الداخل، هي الجنجويد الجدد".

يقول تيسدال: "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث -وجميع القتلة المبتسمين الآخرين- يجب أن يحاسبوا يوما ما أمام المحكمة الجنائية الدولية".

استهل الكاتب البريطاني مقاله قائلا: إن الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي بسجن زعيم ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة علي محمد علي عبد الرحمن –المعروف باسم علي كوشيب-  لمدة 20 عاما أمر شاذ في عالم يتصرف فيه بوتين ونتنياهو وهيجسيث دون خوف من القانون الدولي.

يضيف تيسدال: على الرغم من تورط المئات من أفراد الميليشيات، فإن كوشيب هو أول شخص يُدان بارتكاب فظائع في دارفور، التي أصبحت من جديد مسرحا لأعمال عنف رهيبة في الحرب الأهلية الحالية؛ حيث يواجه  الرئيس السوداني السابق عمر البشير ووزير الشؤون الإنسانية السابق أحمد هارون اتهامات مماثلة. 

اتهامات للغرب بازدواجية المعايير

عندما أجريت مقابلة مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير في الخرطوم عام 2011، سخر من مزاعم الإبادة الجماعية، قائلا: قاتلنا المتمردين وليس سكان دارفور. لقد كان الغرب يفرض معايير مزدوجة. ولم أرتكب أي خطأ.

وفي حديثه عام 2008، قال هارون نفس الشيء تقريبًا، مضيفا: "لست نادما، ومذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية والتي زعمت تورطي في مقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص في دارفور ذات دوافع سياسية".

نتنياهو وبوتين وهيجسيث فوق القانون

إن ادعاءات المتغطرسين بأنهم لم يخرقوا أي قانون، وأنهم يقومون بواجبهم، لا تختلف عنما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب تيسدال.

ويتابع: هذا الثلاثي البغيض متهم بارتكاب فظائع مختلفة من قبل المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ومراقبي حقوق الإنسان؛ حيث أشرف كل منهم على عمليات القتل بدم بارد أو سوء المعاملة أو الاختطاف الجماعي للمدنيين غير المقاتلين. لكن الثلاثة ينفون بشكل قاطع ارتكاب أي مخالفات، ويزعمون أن أفعالهم مبررة، بغض النظر عما يقوله القانون أو الرأي العام أو اللياقة الأخلاقية البسيطة. وجميعهم يعتقدون بشكل متعجرف أنهم لا يمكن المساس بهم.

أطفال غزة يموتون جوعا.. ونتنياهو يختبئ خلف ترامب

في "إسرائيل"، يقاتل نتنياهو على جبهات متعددة لإنقاذ حياته المهنية وتجنب السجن، بعدما دمرت محاكمته في قضايا فساد سمعته الشخصية.

ويريد وقف محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة في المحكمة المركزية بالقدس المحتلة بتهم الاحتيال والرشوة، ويسعى للحصول على عفو رئاسي؛ ويقاوم بكل وقاحة لتجنب التحقيق معه في الإخفاقات الأمنية الكارثية التي سبقت 7 أكتوبر 2023. فيما يتهمه السياسي المعارض أفيجدور ليبرمان، من بين آخرين، بتنظيم عملية "تبييض" لإنقاذ جلده.

بنيامين نتنياهو متهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة 
بنيامين نتنياهو متهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة، فيتو

ويقول الكاتب: يبذل نتنياهو محاولات حقيرة وخبيثة لتفادي محاكمته من جانب الجنائية الدولية ويخطط بخبث للإفلات من العقاب جراء ارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة؛ وبدلا من الدفاع عن نفسه في المحكمة، يختبئ نتنياهو خلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن أو يختبئ في المنزل لتجنب الاعتقال، فيما تتواصل معاناة أطفال غزة الجياع جراء أوامره.

وزير الدفاع الأمريكي يرتدي سروالا أكثر مرونة

يتابع تيسدال: استبدل وزير الدفاع الأمريكي هيجسيث، سرواله الضيق للغاية بآخر أكثر مرونة، حتى يشعر نفسه بأنه أقل دموية. لقد أقنع نفسه بطريقة أو بأخرى بأن قتل عشرات الأشخاص المجهولين على متن قوارب في منطقة البحر الكاريبي، بناء على شبهة لا أساس لها بتهريب المخدرات، أمر مرغوب فيه وقانوني، وليس عملا وحشيا غير مبرر.

وتقدم واشنطن مبررات زائفة بأنها حصلت على "معلومات استخباراتية" تثبت مزاعمها، وتقول إن الضحايا ينتمون إلى "منظمات إرهابية أجنبية"، ما يعني أنهم أهداف مشروعة.

وبالنسبة إلى هيجسيث، قاتل ترامب المتقلب، فإن رأي رجل واحد فقط هو المهم، حيث يعتقد الرجلان "هيجسيث وترامب" أنهما قادران على فعل ما يريدان دون أن يحاسبهما أحد، وفق تيسدال.

واشنطن تتصرف على طريقة القراصنة الصوماليين

عندما ظهر مقطع فيديو يُظهر الناجين من هجوم أمريكي يُقتلون عمدا في ضربة ثانية، بدأ أعضاء الكونجرس طرح أسئلتهم بصورة متأخرة، فيما علق ترامب قائلا:  "كل ما يفعله هيجسيث لا بأس به بالنسبة لي".

إيمان الولايات المتحدة الأمريكية بـ"الإفلات من العقاب" يعني نهاية حكم القانون؛ حيث اختارت لنفسها عدم احترام القواعد الأساسية للقانون الدولي، وتصرفت بحرية كاملة قبالة سواحل فنزويلا؛ فهي تقتل متى تشاء، وتستولي على ناقلات النفط أينما شاءت، وتتصرف مثلما يفعل القراصنة الصوماليون قبالة القرن الأفريقي أو المتمردون الحوثيين في اليمن، حيث يطلقون الصواريخ بشكل عشوائي على السفن في البحر الأحمر.

الإفلات من العقاب يعني الفوضى

يقول تيسدال: ليس من المستغرب أن يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الملاحق من المحكمة الجنائية- أنه قادر أيضا على الإفلات من جريمة القتل. فمن خلال "خطة السلام الأوكرانية" سيئة السمعة والمكونة من 28 نقطة، سعى ترامب إلى الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية للزعيم الروسي. كما يحاول ترامب تدمير المحكمة الجنائية الدولية بفرض العقوبات. 

ويختتم الكاتب مقاله قائلا: إن قوات ترامب القاتلة الخارجة عن القانون، التي تغزو الخارج كما تفعل في الداخل، هي الجنجويد الجدد. ومثل كوشيب، فإن ترامب ونتنياهو وبوتين وهيجسيث -وجميع القتلة المبتسمين الآخرين- يجب أن يحاسبوا يوما ما أمام المحكمة.