من حقيبة صغيرة إلى قضية كبرى، كيف تتحول الأمانات إلى تهمة؟
حذّرت جهات أمنية مواطنين من خطورة تسلّم حقائب أو طرود من أشخاص مجهولين أو حتى معارف، دون التأكد من محتواها، بعد تكرار حوادث العثور على مواد مخدرة أو ممنوعات داخل تلك الحقائب، ما يعرّض حاملها للمساءلة القانونية فور ضبطها بحوزته.
وقالت مصادر أمنية إن بعض المتورطين في تجارة المواد المخدرة يلجؤون إلى تمرير الممنوعات عبر آخرين دون علمهم، سواء بتسليمهم حقائب “للأمانة” أو طلب نقلها من مكان لآخر، بهدف تجنب الملاحقة القانونية.
وأكدت المصادر أن القانون المصري يُحمّل الشخص مسؤولية حيازة أي ممنوعات يتم ضبطها معه، حتى في حال “الجهل بالمحتوى”، ما لم يثبت العكس في سياق التحقيقات، مشددة على ضرورة رفض استلام أي حقيبة أو طرد دون التحقق من صاحبه ومحتواه.
كما شددت الجهات المختصة على أهمية الإبلاغ الفوري في حال الشك في أي حقيبة أو طرد مشتبه به، لحماية المواطنين من الوقوع ضحايا لعمليات استغلال أو تورط غير متعمد في قضايا جنائية.
وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لتوعية المواطنين بمخاطر هذه الأساليب، إلى جانب تكثيف حملاتها لملاحقة المتورطين في تهريب وترويج المواد المخدرة.
وأكدت مصادر قانونية أن القانون المصري يتعامل بجدية كاملة مع أي مواد مخدرة أو ممنوعات يتم ضبطها بحوزة أي شخص، حتى لو ادّعى عدم معرفته بمحتوى الحقيبة، إذ يعتبر القانون “الحيازة” وحدها قرينة تستوجب التحقيق.
العقوبات القانونية لحيازة مخدرات أو ممنوعات داخل حقيبة مُسلَّمة من شخص آخر
وبحسب قانون مكافحة المخدرات رقم 182 لسنة 1960 وتعديلاته، فإن العقوبات تختلف بحسب نية الحيازة والكمية ونوع المادة على النحو التالي:
حيازة المخدرات بقصد التعاطي: يعاقَب المتهم بالسجن المشدد وغرامة مالية.
الحيازة بدون إثبات غرض مشروع: قد تصل العقوبة إلى السجن لعدة سنوات بحسب ظروف الضبط ونوع المادة.
الحيازة بقصد الاتجار أو الترويج: تصل العقوبة إلى السجن المؤبد، وقد تصل إلى الإعدام في حالات الجلب أو التهريب أو الاتجار في كميات كبيرة.
حيازة ممنوعات أخرى مثل الأسلحة البيضاء أو الأسلحة النارية غير المرخصة، يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة وفقًا لطبيعة المضبوطات.
وشددت المصادر على أن تسلم حقيبة من شخص مجهول أو حتى معروف دون التأكد من محتواها قد يعرّض حاملها للمساءلة الجنائية، داعية المواطنين إلى عدم قبول أي حقائب أو طرود غير معروفة المصدر، والإبلاغ فور الشك في أي محتوى.