أمريكا: الدعم السريع ارتكب فظائع ممنهجة وتسبب في إشعال الصراع بالسودان
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان حاد اللهجة أن قوات الدعم السريع لعبت دورًا خطيرًا في تأجيج الحرب داخل السودان عبر ممارسات وصفتها بالوحشية، مؤكدة أن هذه الانتهاكات أدت إلى تعميق الانهيار الأمني وخلق بيئة خصبة لتمدّد جماعات إرهابية يمكن أن تستغل حالة الفوضى المتصاعدة.
وأضافت وزارة الخزانة أن هذا الوضع لا يمثل مجرد أزمة داخلية سودانية، بل يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي بكامله في ظل التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية والأمنية.
استهداف المدنيين وقتل الرجال والفتيان بشكل منهجي يرقى إلى جرائم واسعة النطاق
وأوضحت الوزارة أن ما يرتكبه ميليشيات الدعم السريع وحلفاؤهم يتجاوز حدود الانتهاكات الفردية، إذ شملت العمليات المتكررة استهدافًا مباشرًا للمدنيين في مناطق مختلفة، مع تنفيذ عمليات قتل ممنهجة استهدفت الرجال والفتيان بصورة تحمل طابع الإبادة المحلية. وترى الخزانة أن هذه الممارسات تتم وفق نمط ثابت، وليس كردود فعل عشوائية، ما يكشف عن نية واضحة لفرض السيطرة عبر الترهيب وتفريغ المناطق من سكانها الأصليين.
اعتداءات جنسية واسعة النطاق ضد النساء والفتيات تؤكد استخدام العنف كسلاح حرب
وفي سياق متصل، شددت الخزانة الأمريكية على أن الدعم السريع استخدمت العنف الجنسي كسلاح مباشر في النزاع بـ السودان، حيث تعرضت العديد من النساء والفتيات لانتهاكات جسدية خطيرة شملت الاغتصاب والاعتداءات الممنهجة التي تهدف إلى الإذلال وكسر نسيج المجتمع. واعتبرت الوزارة أن هذه الجرائم تمثل أحد أكثر الجوانب المظلمة في الصراع، وتعكس انحدارًا خطيرًا في قواعد الاشتباك وانعدام أي احترام للإنسانية.
السيطرة على الفاشر بمساعدة مقاتلين كولومبيين وتواصل ارتكاب الفظائع داخل المدينة
وكشفت الخزانة أن قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة الفاشر في شمال دارفور من خلال دعم مباشر تلقته من مقاتلين كولومبيين تم جلبهم للمشاركة في العمليات. وأشارت إلى أن هذه السيطرة لم تكن مجرد حدث عسكري، بل أعقبها استمرار الفظائع داخل المدينة، ما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف أشبه بالحصار، وسط نقص حاد في الخدمات الأساسية وغياب أي ضمانات للسلامة.
واشنطن تفرض عقوبات جديدة وتؤكد استمرار الضغط لوقف الانتهاكات وتحقيق المساءلة
وقالت وزارة الخزانة إن هذه الوقائع دفعتها إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف جهات وأفرادًا تورطوا بشكل مباشر في تغذية الحرب، مؤكدة أن الهدف هو تجفيف موارد الدعم السريع والحد من قدراتها على مواصلة عملياتها. وشددت على أن واشنطن ستواصل مراقبة الوضع في السودان بدقة، وستعمل على استخدام كل الأدوات المتاحة لوقف الانتهاكات المتصاعدة ودعم الجهود الرامية لإعادة الاستقرار وفتح الطريق أمام حل سياسي يضع حدًا لهذا النزيف المستمر.