باحث بملف تيارات الإسلام السياسي يكشف، لماذا انقلبت الولايات المتحدة الامريكية على الإخوان الارهابية الآن؟
كشف الباحث هشام النجار، المتخصص في شئون تيارات الإسلام السياسي بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام أسباب انقلاب الولايات المتحدة الامريكية على جماعة الإخوان الارهابية الآن بعد سنوات طويلة من الصمت، والتردد، والتوظيف غير المباشر، وازدواجية الخطاب بين محاربة الإرهاب رسميًا، وغضّ الطرف عن منابعه الفكرية والتنظيمية.
التحرك الأمريكى هو نتاج تراكم صدمات استراتيجية متتالية
وأكد فى تصريح لفيتو أن التحرك الأمريكى هو نتاج تراكم صدمات استراتيجية متتالية؛ فواشنطن التى تعاملت مع الجماعة طويلًا باعتبارها «الإسلام السياسى المعتدل»، والورقة التى يمكن عبرها إدارة الفوضى وضبط الشارع الدينى فى الشرق الأوسط، وجدت نفسها فى النهاية أمام شبكة عابرة للحدود، تنفذ بهدوء، وتخترق من الداخل، وتعيد تشكيل الولاءات خارج منطق الدولة الوطنية، وتنتج خطابًا مزدوجًا؛ ناعمًا فى العلن، متشددًا فى العمق، براجماتيًا فى السياسة.
الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت أن الجماعة الإرهابية لا تعقد تحالفًا إلا مؤقتًا
وواصل حديثه قائلا: إن الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت أن الجماعة الإرهابية لا تعقد تحالفًا إلا مؤقتًا، ولا تدخل شراكة إلا بوصفها جسرًا للهيمنة، وأن فكرة «التوظيف المتبادل» وهم يتكسر عند أول تضارب حقيقى فى المصالح، كما أدركت أن أخطر ما فى الإخوان ليس خطابهم المعلن، بل قدرتهم على إنتاج شبكات ضغط ناعمة داخل المجتمعات، وعلى تغليف الأجندة السياسية بغطاء دينى يمنحها حصانة أخلاقية زائفة.
التحرك الأمريكى الآن جاء نتيجة تغيّر أولويات الأمن القومى الأمريكى
وتابع: التحرك الأمريكى الآن جاء نتيجة تغيّر أولويات الأمن القومى الأمريكى، تصاعد خطر التنظيمات العابرة للدول، تراجع أوهام «الإسلام السياسى الممكن»، وانكشاف العلاقة البنيوية بين فكر الإخوان وصناعة التطرف، حتى فى صوره الأكثر عنفًا كما لا ينفصل عن إدراك متأخر بأن الجماعة لم تكن يومًا مجرد فصيل سياسى، بل مشروع أيديولوجى طويل النفس، يناقض فى جوهره فكرة الدولة الحديثة، ويتعامل مع الوطن بوصفه محطة، لا بوصفه انتماءً نهائيًا.