رضوى عاشور، مسيرة إبداع روائية بـ"الوراثة" وصاحبة الحداثة الممكنة في ”ثلاثية غرناطة"
رضوى عاشور، كاتبة وناقدة مصرية، من عائلة أدبية، تميز الشكل الأدبي لها من الناحية الإبداعية بحركات التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية، وتراوحت أعمالها النقدية المنشورة بالعربية والإنجليزية، بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة، كما تمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية، رحلت فى مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 2014.
ولدت رضوى عاشور عام 1946، لأسرة علمية وأدبية عريقة، جدها عبد الوهاب عزام، وهو دبلوماسي وأستاذ للدراسات والآداب الشرقية في جامعة القاهرة، وهو أول من ترجم كتاب "شاه ناما" الفارسي تحت عنوان "الملوك" إلى اللغة العربية، إضافة إلى ترجمات شرقية أخرى، والدها مصطفى عاشور محام وله تاريخ في الأدب، ووالدتها الشاعرة مي عزام، درست "رضوى عاشور" اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة.

تزوجت من الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس، في رسالة حول الأدب الأفريقي الأمريكي.
أعمال رضوى النقدية
أصدرت رضوى عاشور أول أعمالها النقدية " الطريق إلى الخيمة الأخرى" عام 1977، ويدور حول التجربة الأدبية لغسان كنفانى، وفى 1978 صدر لها باللغة الإنجليزية كتاب "جبران وبليك" وهى الدراسة نقدية التى شكلت رسالتها لنيل شهادة الماجستير عام 1972، وفى عام 1980 صدر لها آخر عمل نقدي بعنوان " التابع ينهض" حول التجارب الأدبية لغرب أفريقيا.

فى مجال القصة والرواية قدمت رضوى عاشور أعمالا ليست بالكثيرة، كانت أول أعمالها الأدبية عام 1983 " أيام طالبة مصرية في أمريكا " أتبعتها بثلاث روايات أخرى هى: سراج، خديجة وسوسن، حجر دافئ، كما أصدرت أول مجموعة قصصية لها عام 1989 بعنوان " رأيت النخل ".
فى عام 1994 اتجهت رضوى عاشور إلى الكتابة التاريخية فى روايتها التاريخية " ثلاثية غرناطة " التى حصلت على جائزة أفضل كتاب في معرض القاهرة الدولى للكتاب فى نفس العام، وفازت بعدة جوائز أدبية منها جائزة العويس عن مجمل أعمالها لعام 2010 / 2011.
طبعات من رواية الطنطورية
وفى عام 2011 أصدرت رضوى عاشور أربع روايات من أهمها رواية " الطنطورية " التي أصدرت منها عدة طبعات، وأصدرت كتابها " أثقل من رضوى " الذي يمثل السيرة الذاتية لها تتحدث فيه عن مشوارها الأدبي منذ البداية ومرحلة الثورة ثم مرحلة المرض الذي استمر ثلاث سنوات.

قالت رضوى عاشور في مقدمة هذا الكتاب: “بعد أيام أتمّ السابعة والستين، قضيت أربعة عقود منها أدرس في الجامعة، صار بعض ممن درستهم أساتذة لهم تلاميذ.. لن تنتبه أنني في السابعة والستين، لا لأن الشيخوخة لا تبدو بعد على ملامحي، ولا لأنك لو طرقت بابي الآن ستفتح لك امرأة صغيرة الحجم نسبيا ترتدي ملابس بسيطة، شعرها صبياني قصير وإن كان أبيضه يغلب أسوده، يكاد يغيبه ليس لهذه الأسباب فحسب بل لأن المرأة، وأعني رضوى، ما إن تجد الشارع خاليا نسبيا، حتى تروح تركل أي حجر صغير تصادفه بقدمها اليمنى المرة بعد المرة في محاولة لتوصيلها لأبعد نقطة ممكنة، تأخذها اللعبة، تستهويها فلا تتوقف إلا حين تنتبه أن أحد المارة يحدق فيها باندهاش”.