فارس الشعر أحمد عنتر مصطفى يترجل بعد مسيرة إبداعية حافلة امتدت لنصف قرن
رحل عن عالمنا اليوم الشاعر الكبير أحمد عنتر مصطفى، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 81 عاماً، بعد رحلة طويلة من الصراع مع المرض، مسدلاً الستار على مسيرة إبداعية حافلة امتدت لنحو نصف قرن.
وفاة أحمد عنتر مصطفى
ولد أحمد عنتر مصطفى في محافظة الجيزة عام 1944، وشق طريقه في عالم الكلمة حتى صار أحد أبرز الأصوات الشعرية التي حملت لواء "اليقين القومي"، حيث عُرف بإيمانه العميق بالعروبة وتكريس قصائده لخدمة القضايا الإنسانية والقومية الكبرى، ولم يكتفِ الراحل بالشعر، بل كان ركناً أساسياً في إثراء الحياة الثقافية عبر انخراطه في العمل بالثقافة.
وتقلد الراحل عدة مناصب ثقافية رفيعة حيث عمل باحثاً في إدارة النشر في الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالإضافة لتوليه إدارة "متحف السيدة أم كلثوم"، حيث لعب دوراً محورياً في الحفاظ على تراث "كوكب الشرق".
كما ارتبط اسمه بشكل وثيق بالسيدة أم كلثوم، ليس فقط مديراً لمتحفها، بل موثقاً دقيقاً لحياتها وفنها، فقد أصدر مؤلفاتٍ هامةً تُعد مراجع للباحثين، حيث تعامل مع سيرة كوكب الشرق باعتبارها جزءاً من التاريخ القومي لمصر وليست مجرد سيرة لمطربة.

أعمال أحمد عنتر مصطفى
وترك أحمد عنتر مصطفى للمكتبة العربية إرثاً ضخماً تنوع بين الشعر والنقد وأدب الطفل، وقد تميزت قصائده بالسبك اللغوي المتين والعناية الفائقة بنظم الأبيات، ونشرها في كبرى الصحف والمجلات العربية.
ومن أبرز دواوينه الشعرية التي خلدت اسمه، هي: مأساة الوجه الثالث، ومرايا الزمن المعتم، والذي لا يموت أبداً، وأغنيات دافئة على الجليد، وحكاية المدائن المعلقة، وأبجدية الموت والثورة.
وللشاعر إسهامات رائدة في أدب الطفل عبر دواوين عدة، منها: الوردة تسأل، وفراشات الأسئلة، وفوضى الزمن الجميل.
كما حصد الراحل جوائزَ مرموقةً، أبرزها جائزة اتحاد الكتاب في التميز الشعري، وجائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عن ديوانه "هكذا تكلم المتنبي".