فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عباقرة ولكن مجهولون، "مريم الاسطرلابية" صنعت أول "GPS"

مريم الأسطرلابية،
مريم الأسطرلابية، فيتو

على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.

لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.

"مريم الأسطرلابية" صنعت أول "GPS"

هي العجلية بنت العجلي، المشهورة باسم “مريم الاسطرلابية” كانت صانعة أسطرلاب في القرن العاشر، وكانت نشطة في حلب، في ما يعرف الآن بشمال سوريا. 

تُعرف أحيانًا في الأدب الشعبي الحديث باسم “مريم الاسطرلابية”، لكن اسمها الأول المفترض "مريم" لم يُذكر في المصدر الوحيد المعروف عن حياتها.

حياتها وعملها

هي ابنة العالم الجغرافي والفلكي المشهور كوشيار الجيلي، المتوفى سنة 1029.
عاشت في القرن العاشر بمدينة حلب شمالي سوريا، وعملت في مجال العلوم الفضائية في بلاط "سيف الدولة الحمداني" منذ عام 944 م حتى 967 م. 

والد "مريم" هو الذي  صنع أسطرلاب آخر يُعرف باسم العجلي. وكانت هي ووالدها من تلاميذ نسطولس، وهو صانع أسطرلاب من بغداد، ووالدها كان أحد رواد علم الرياضيات والعلوم الفلكية في تاريخه.

اخترعت مريم الإسطرلابي "الإسطرلاب المعقد" ثم قامت بتطويره. وهو آلة فلكية قديمة أطلق عليها العرب اسم "ذات الصفائح".

صنعت مريم العجلي الأسطرلاب، وهي أداة فلكية، خلال القرن العاشر.

والمعلومات عن "مريم الاسطرلابية" شحيحة جدا.. ولقب "الاسطرلابية" في الأسماء التي تُعرف بها هي ووالدها تشير إلى مهنتهما؛ فقد كانت الأسطرلابات معروفة منذ فترة طويلة في عصرها.

ومريم الإسطرلابي عالمة فلك مسلمة، امرأة نابغة، عاشت في القرن العاشر في مدينة حلب، وعملت في مجال العلوم الفضائية في بلاط "سيف الدولة". 

"ذات الصفائح"

اخترعت مريم الاسطرلابية "الإسطرلاب المعقد" ثم قامت بتطويره. وهو آلة فلكية قديمة أطلق عليها العرب "ذات الصفائح". 

وهو نموذج ثنائي البعد للقبة السماوية، يظهر كيف تبدو السماء في مكان محدد عند وقت محدد. 

وقد رسمت السماء على وجه الأسطرلاب بحيث يسهل إيجاد المواضع السماوية عليه. 
بعض الإسطرلابات صغيرة الحجم وسهلة الحمل، وبعضها ضخم يصل قطر بعضها إلى عدة أمتار. 

وقد كانت تعتبر حواسيب فلكية في وقتها، فقد كانت تحل المسائل المتعلقة بأماكن الأجرام السماوية، مثل الشمس والنجوم، والوقت أيضًا.

كما كانت تستخدم كساعات جيب لعلماء الفلك في القرون الوسطى. وقد تمكنوا عن طريقه أيضًا من قياس ارتفاع الشمس في السماء، وهذا مكنهم من تقدير الوقت في النهار أو الليل. 
وآلة الإسطرلاب المعقدة تُبنى عليها في وقتنا الحالي آلية عمل الـبوصلة والأقمار الصناعية. 
وفي وقتنا الحالي نستطيع أن نقول إنه يمثل الـ"GPS" أو Global positioning System، النظام العالمي لتحديد المواقع، في هذا العصر الحديث.

الأسطرلاب الكروي وذي الحلق

وبهذا يتبين لنا أن الإسهام الأبرز لمريم الجيلي بابتكارها الأسطرلاب الكروي، والأسطرلاب ذي الحلق، والأسطرلابات الشكازية أو الصفيحة الشكازية، والأسطرلابات الآفاقية أو الصفيحة الآفاقية، والأسطرلاب الخطي "عصا الطوسي"، وأسطرلاب الزرقالة أو صحيفة الزرقالة، والأسطرلاب الزورقي.


وكان لابتكارها وتصنيعها لهذا الاسطرلاب بالغ الأهمية في كيفية الرصد، وتحديد الأماكن والمواقيت، وتحديد الأشهر والتقاويم أيضا.

وإن لم يأت ذكرها في كتب التراجم والسير العلمية بتفصيل دقيق عن حياتها، وكيف عاشت وتوفيت هذه العالمة، فإنها أسهمت في نقلة علمية في مجال علم الفلك وتصنيع الأسطرلابات.