فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

صباح، نجمة تحدت الألم بـ"الغناء" وعقدتها النفسية دفعتها إلى كثرة الزواج وهذا سر غضب عبد الناصر منها

المطربة صباح
المطربة صباح

صباح.. حكايات صاحبة أطول مشوار فني امتد أكثر من 60 عاما، عاشت طفولة قاسية فى لبنان، اكتشفتها المنتجة آسيا، وكانت البداية فى مصر بفيلم القلب له أحكام، تمسكت بالحياة والحب حتى آخر أيامها وأصبحت أسطورة زمانها، ورحلت فى مثل هذا اليوم عام 2014.   


تاريخ صباح الفني جزء لا يتجزأ من تاريخ السينما المصرية المليء بالحكايات والأسرار حتى إنها أصبحت أسطورة في زمنها، عرفت بالصبوحة، وصوت لبنان، كما أطلق عليها الكاتب الصحفى موسى صبرى لقب الشحرورة، وأطلق عليها سمير صبرى لقب شمس الشموس يا صبوحة، واستطاعت بفضل موهبتها الفطرية وخفة دمها أن تقف أمام أشهر نجوم السينما المصرية كممثلة ومطربة، وكونت مع بعضهم ثنائيا فنيا رائعا، فى فيلمها شارع الحب مع عبد الحليم حافظ، بلبل أفندى مع فريد الأطرش، وستة أفلام مع الفنان محمد فوزى أشهرهم الأنسة ماما، حققت جميعها نجاحا كبيرا.

 

الفنانة الراحلة صباح 
الفنانة الراحلة صباح 


وكانت بداية مشوار الشحرورة صباح مع فيلم " القلب له واحد "مع أنور وجدي عام 1943، تبعه فيلم " هذا جناه أبي " إخراج حلمى رفلة، ثم استمرت خطواتها في السينما حتى شاركت في أكثر من 85 فيلما نجحوا جميعا منها ماهو لبناني ومصري وسوري وغيره تقول عنهم كلهم بمثابة أبنائي وقطعة مني منها: شارع الحب، بلبل أفندي، الأنسة ماما، نار الشوق، الرجل الثاني، العتبة الخضراء، ليلة بكى فيها العمر، الرباط المقدس، الحب الضائع، الأيدي الناعمة، توبة، طريق الدموع، حتى كان آخر ظهور لها فى فيلم " البوسطة ".

مسرحيات مع الأخوين رحبانى 


قدمت صباح 27 مسرحية منها:"موسم العز" في بعلبك عام 1960 من تأليف الأخوين الرحباني وإخراج إلياس متى، وشاركها وديع الصافى، "الشلال"، "دواليب الهوا " عام 1965 للأخوين رحباني، "القلعة " مع سمير يزبك، "فينيقيا "عام 1971، "ست الكل" مع وسيم طبارة، "حلوة كتير" عام 1975، "شهر العسل"، وآخر مسرحياتها "الأسطورة.

صباح شحرورة لبنان 
صباح شحرورة لبنان 


بدأت الممثلة والمطربة صباح طريقها فى الغناء منذ أن كانت في المدرسة، من خلال أغانى أم كلثوم وليلى مراد فى حفلات المدرسة وفى الجلسات العائلية، فقد عشقت الغناء كما عشقت الأفلام المصرية والممثلات والممثلين، وغنت بعد ذلك لكبار الشعراء والملحنين.

ميلاد غير مرغوب فيه 


ولدت جانيت جورج فغالى الشهيرة بـ صباح ــ  في نوفمبر عام 1927، من عائلة متواضعة في بلدة بدادون بالقرب من من العاصمة اللبنانية بيروت لأب يعمل حلاقا،  كانت منذ أيامها الأولى في الحياة على موعد مع الآلام، فقد كانت هي الثالثة في أسرتها بعد شقيقتيها جولييت ولمياء، رفضت الأسرة وجودها لأنها بنت فعاشت طفولة قاسية لأب قاسى وفقر شديد، ووصلت قسوته إلى أن سبب لها عقدة نفسية دفعتها إلى الزواج سبع مرات معلنة، وكانت صدمتها الثانية بمقتل والدتها على يد شقيقها اعتقادا بخيانتها ردا على خيانة الأب لها.

صباح فى مجدها 
صباح فى مجدها 


اكتشف عمها الصحفى أسعد فضالى صوت صباح الجميل وهى طفلة فى العاشرة من عمرها، وفى مدرسة الجيزويت للراهبات أصبحت المطربة الأولى لزميلاتها، وحاول عمها إقناع والدها بأن يتركها تغنى في الحفلات، إلا أن الأب رفض بحجة العادات والتقاليد، حتى أقامت نقابة الصحفيين اللبنانيين حفلًا فاقتنع والدها بأن تحييه؛ ومن هنا بدأ مشوار الشحرورة مع الغناء والتمثيل.

السنباطى يدربها على الغناء 


نشأت الفتاة الصغيرة صباح في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر، فأحضرتها إلى مصر لتبدأ صباح مشوارها مع السينما وقام الملحن رياض السنباطى بتدريبها على الألحان وتلقينها أصول الغناء.


شاركت في السينما المصرية واللبنانية، ووقفت أمام كبار السينما المصرية صلاح ذو الفقار ورشدي أباظة وفريد شوقي وأحمد مظهر وعماد حمدى، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني بلغت 3500 أغنية مصرية ولبنانية وأجنبية أدخلتها موسوعة جينيس مما جعلها تعتبر من أهم رموز الفن العربي.  

صباح فى أواخر حياتها 
صباح فى أواخر حياتها 


اشتهرت فنيا باسم صباح وقضت 60 عاما من عمرها في الفن، عاشت محبة للجمال وللأزياء، وتقول أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي ألا أخسر جمالي وأناقتي، وتعتبر صباح واحدة من أبرز الفنانين اللبنانين إلى جانب فيروز ووديع الصافي ونور الهدى ونجاح سلام، امتدت حياتها المهنية من منتصف الأربعينات حتى عام 2000، لتترك خلفها إرثا فنيا تلفزيونيا سينيمائيا ومسرحيا كبيرا، وكانت من بين أوائل المغنين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي في أولمبيا في باريس، وقاعة كارنيجي في مدينة نيويورك، وقاعة ألبرت هول الملكية في لندن ودار أوبرا سيدني

عبد الناصر يسحب منها الجنسية 

منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المطربة صباح الجنسية المصرية إلى جانب جنسيتها اللبنانية بعد غنائها في أغنية وطنى الأكبر مع شادية وعبد الحليم حافظ ونجاة ووردة وفايدة كامل، ولكنه عاد وسحبها منها مرة أخرى بعد ظهور شائعة علاقتها بإسرائيل، وهي الواقعة التي تضمنها مسلسل "الشحرورة" إلا أن الرئيس أنور السادات أعاد لها الجنسية مرة أخرى أثناء الاحتفالات بنصر أكتوبر. 

رحيل ووصية غريبة 


وفى مثل هذا اليوم 26 نوفمبر 2014 رحلت صباح  عن عمر 87 عاما، وكانت جنازتها من أغرب الجنازات في العالم حيث أنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تشيع على موسيقى أغنياتها، فامتلأت جنازتها بالرقصات والأغانى حتى مثواها الأخير.