أحمد كريمة: الدول الأموية والعباسية والعثمانية لا تمت بصلة إلى الخلافة الراشدة
كشف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، عن المفهوم الحقيقي لفترة الخلافة الراشدة، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد نظام حكم سياسي، وإنما كانت فترة دعوية بامتياز هدفها تثبيت ونشر الدعوة الإسلامية في الأمة.
مفهوم الخلافة.. رؤية نبوية لا اجتهاد بشري
وأوضح كريمة أن الخطأ الشائع لدى بعض الباحثين هو الاعتقاد بأن الخلافة الراشدة كانت مجرد حكم سياسي عادي، مشيرًا إلى أن الوصف والمدّة جاءا من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "ستكون خلافة على منهاج النبوة بضعة وثلاثين عامًا".
وبيّن خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج "الكنز" الذي يقدمه أشرف محمود بقناة “الحدث اليوم”: أن هذه الفترة تضم حكم كل من: أبي بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، وبضعة أشهر للحسن بن علي.
منهاج النبوة.. الطريق الواضح بعد الرسول
وأشار كريمة إلى حديث العِرباض بن سارية الذي وضع المنهاج المطلوب اتباعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قال الرسول:"عليكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة.. عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ"، مؤكدًا أن هذا الحديث يُعلي من شأن الخلفاء الراشدين ويُثبت أنهم امتداد للنهج النبوي.
الخلفاء.. سند الأمة كما كان للأنبياء أنصار
وأوضح أن الخلفاء الراشدين أدوا دورًا استثنائيًا في تثبيت أركان الأمة وتأكيد الدعوة، مشيرًا إلى أن الله جعل للنبي موسى عليه السلام نقباء، وللمسيح عليه السلام حواريين، بينما أنعم على الأمة بأن جعل لها هؤلاء الخمسة الكبار سندًا لدين محمد.
ما بعد الخلافة الراشدة: مُلك عضوض ومُلك متغلب
وشدد كريمة على أن ما جاء بعد انتهاء الفترة النبوية يختلف جذريًا في الوصف والمفهوم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"ثم يكون مُلكًا عَضوضًا ثم يكون مُلكًا متغلبًا".
وأوضح أن الدول الأموية والعباسية والمماليك والعثمانية لا تمت بصلة للخلافة الراشدة، منوهًا بأن تلك المراحل تمثل أنظمة مُلك وسلطان وليست خلافة على منهاج النبوة.
جماعات اليوم والمتاجرة بشعار الخلافة
واختتم كريمة حديثه مؤكدًا أن كل من ينادي اليوم بإحياء "الخلافة" من جماعات مثل الشيعة أو الإخوان إنما يتاجرون بالشعارات، لأن الخلافة بمعناها الشرعي انتهت بانتهاء زمن الخلفاء الراشدين.