فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

من المذكرة السرية إلى التصنيف الإرهابي، هل بدأت الحرب الأمريكية على الإخوان؟

تصدع الإخوان، فيتو
تصدع الإخوان، فيتو

تعيش جماعة الإخوان حالة من الرعب بعد تصنيفها مع أهم أذرعها قبل أيام في ولاية تكساس الأمريكية مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) منظمات إرهابية ومنعها من تملك العقارات داخل الولاية.

جاء ذلك وفق بيان رسمي استنادًا إلى قوانين الجرائم المنظمة والإرهاب الخاصة بالولاية، ومنح السلطات صلاحيات لرفع دعاوى مدنية وجنائية ضد أي نشاط مرتبط بالجماعة أو المنظمة.

جذور التواجد الإخواني في أمريكا

أسس الإخوان أول تواجد لهم بـ الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي، واستقروا في مدن مثل إلينوي وميتشيجان وإنديانا.

وفي عام 1963 تأسست رابطة الطلاب المسلمين (MSA) على مستوى الجامعات الأمريكية لتصبح نواة لبناء بنية تنظيمية للإخوان في أمريكا.

وحسب تقارير معهد هدسون المعني برصد أنشطة التيارات الدينية، بدأ الإخوان في منتصف السبعينيات وضع استراتيجية طويلة الأجل لتأسيس مؤسسات دعوية وثقافية وبناء قواعد بين الجاليات المسلمة الحديثة.

أهداف الإخوان الحقيقية في أمريكا

في عام 2007 عثرت السلطات الأمريكية على مذكرة تعود لعام 1991 بعنوان «مذكرة تفسيرية عن الهدف الاستراتيجي العام للمجموعة في أمريكا الشمالية» بخط القيادي محمد أكرم لمجلس الشورى الإخواني وتضمنت توصيات لبناء مؤسسات محلية، وتأثير ثقافي وأكاديمي وإعلامي، وتحالفات مع منظمات بحثية وجامعات ومراكز إعلامية.

كما ذكرت المذكرة بعض المنظمات الأمريكية بالإسم مثل MSA -  ISNA (الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية)، ICNA (الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية)، MAS (المجتمع المسلم الأمريكي) وCAIR.

على الفور بدأت سلسلة من الملاحقات، وتضييق الخناق على المؤسسات التي تقدم دعما لبعض أذرع الإخوان لاسيما بعد أن نشط العديد من مناهضي الجماعة في ترويج المذكرة على نطاق واسع والكشف عن خطورة بقاء التنظيم في أمريكا.

مستقبل الإخوان في الولايات المتحدة

من سنوات ومؤشرات القلق لدى أجهزة الأمن الأمريكية تتراكم تجاه الإخوان خصوصا بعد صدور تقارير  عن لجان في الكونجرس تؤكد وجود شبكة نفوذ قوية للجماعة تعتمد على واجهات قانونية ومنظمات مجتمع مدني للتغلغل داخل مؤسسات التعليم والإعلام والجاليات.

كما لعبت دعاوى قضائية سابقة، مثل محاكمة هولي لاند في 2008 والخاصة بتمويل حماس، دورًا في كشف طرق التنظيم في تمويل أذرعه حول العالم كما ورد ذكرها في المذكرة التفسيرية.

وفي السنوات الأخيرة، تصاعد دور جماعات الضغط المحافظة التي ضغطت على حكومات الولايات وبينها تكساس لإعادة تقدير حجم وتأثير المنظمات المرتبطة بالإخوان، معتبرة أنها لا تعمل فقط في المجال الديني، بل تمارس نشاطا سياسيا يخدم أهداف التنظيم الدولي على المدى البعيد ويضر بالديمقراطية والمجتمع الحر.

وحسب خبراء، قرار تكساس لن يكون مجرد خطوة عابرة، بل حلقة جديدة في مسار طويل من الشكوك والملاحقات والتدقيق في أهداف الإخوان ومشروعها داخل الولايات المتحدة ويؤكدون أنها خطوة تفتح الباب لملاحقات أوسع بواسطة ولايات أخرى ستسعى لاتخاذ إجراءات مشابهة، بينما تتابع الجماعة المشهد وقيادتها في حالة من الصدمة  بسبب تزايد التضييق الدولي على الجماعة وأنشتطها وأهدافها الحقيقية