في ذكرى الراعي الهادئ، الكنيسة تحيي ذكرى نياحة القديس الأنبا مينا
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس الأنبا مينا أسقف تمي الأمديد، أحد أعلام الرهبنة والقداسة في تاريخ الكنيسة.
قصة القديس الأنبا مينا أسقف تمي
وُلد القديس مينا في مدينة سمنود لوالدين تقيين اشتهرا بالصوم والصلاة والنسك، حتى شاع ذكرهما في أنحاء البلاد. وبرغم زواجهما لابنهما الوحيد بغير إرادته، عاش القديس مينا مع زوجته حياة بتولية كاملة، مكرسين وقتهم للعبادة ومرتدين المسوح، يقضيان لياليهما في الصلاة وقراءة كلمة الله.
وبمرور الوقت اشتاق القديس مينا إلى حياة الرهبنة، ففاتح زوجته بالأمر، ووافقت على سعيه الروحي. فغادر إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس، مبتعدًا عن والديه اللذين لم يتوقفا عن البحث عنه. ومن هناك رافق الأنبا خائيل – الذي صار لاحقًا البطريرك السادس والأربعين – إلى دير القديس مقاريوس حيث ترهبا معًا.
وفي برية شيهيت تتلمذ القديس مينا على يدي القديسين أبرآم وجاورجه، وتعمّق في علومهما وتشبّه بعبادتهما، حتى فاق الكثيرين في جهاده النسكي. وحسده الشيطان على قداسة حياته، فضربه في رجليه إصابة أقعدته شهرين، لكن السيد المسيح شفاه ومنحه قوة الانتصار على التجربة.
وبعد سنوات من الرهبنة المتقدة، استدعاه البطريرك لرتبة الأسقفية، فحزن لفراق البرية، غير أن الآباء أرشدوه إلى أن هذا التدبير من الله، فأطاع ورُسِم أسقفًا على تمي الأمديد. ومنحه الرب موهبة شفاء المرضى ومعرفة القلوب، فأقبل إليه الناس من كل البلاد يطلبون تعاليمه وصلواته. وكان مرشدًا لعدد من بطاركة الكنيسة، إذ وضع يده على أربعة منهم عند رسامتهم.
وقبل نياحته أعلن له السيد المسيح ساعة انتقاله، فجمع شعب إيبارشيته ووصّاهم بالثبات في الإيمان وحفظ الوصايا. ثم أسلم روحه في سلام إلى الرب الذي أحبه، فحزن عليه الشعب حزنًا شديدًا، وشيّعوه كما يليق بأبيهم وراعيهم، ودفنوه في الموضع الذي حدده لهم من قبل.