أخي جاوز الظالمون المدى، الذكرى الـ 76 لشاعر الجندول والكرنك علي محمود طه
علي محمود طه ، شاعر مصرى من أعلام الشعر العربي المعاصر، لقب بشاعر الجندول، لقب أيضا بالملاح التائه والشاعر المهندس، من رواد المدرسة الرومانسية العربية مع جبران والبياتى وزكى أبو شادى، وهم رواد مدرسة أبوللو أيضا، كتب فى الغزل والرثاء والمدح والفلسفة والحكمة والتأمل، وتنوعت قوافيه وفنونه، تأثر بشعراء الرمزية مثل بودلير، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1949 .
ولد الشاعر على محمود طه عام 1901، درس هندسة المباني بمدرسة الفنون التطبيقية في القاهرة وتخرج عام 1924، عين وكيلا لدار الكتب ليتفرغ للشعر والإبداع بالرغم من عدم إتقانه قواعد اللغة العربية.
تمرد على القافية فى الشعر
تغنى على محمود طه بالجمال وأبدع فى تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب وكان أول من ثار على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكدًا على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة، تميز شعره بالرشاقة اللغوية والتمرد على القافية.

أصدر الشاعر على محمود طه العديد من المؤلفات من أشهرها مجموعة شعرية بعنوان: الملاح التائه، ميلاد الشاعر، الوحي الخالد، أرواح وأشباح 1942، شرق وغرب، زهر وخمر، أغنية الرياح الأربع، الشوق العائد، إلى جانب مجموعة من الرثائيات منها سيد درويش، حافظ ابراهيم، احمد شوقى وغيرهم.
الكرنك سببا فى شهرته
من أشهر قصائد على محمود طه " الكرنك " التى كانت السبب فى شهرته بعد أن غناها الموسيقار محمد عبد الوهاب وتقول مطلعها: أين من عينيّ هاتيك المجالي.. يا عروس البحر يا حلم الخيــــال / أين عشاقك سمّار الليالــــــي.. أين من واديك يا مهد الجمــــــال
أخي جاوز الظالمون المدى
وإلى جانب الكرنك غنى له عبد الوهاب أيضا: الجندول وفلسطين وكليوباترا، فقال على محمود طه في قصيدته فلسطين: أخى جاوز الظالمون المدى.. فحقَّ الجهاد وحق الفـدا.. أخى أيها العربى الأبى.. أرى اليوم موعدنا لا الغدا، وقال في " كليوباترا ": كليوباترا أي حلم من لياليك الحسان.. طاف بالموج فغنى وتغنى الشاطئان.. وهفا كل فؤاد وشدا كل لسان.. هذه فاتنة الدنيا وحسناء الزمان.. بعثت في زورق مستلهم من كل فنِّ.. مرح المجداف يختال بحوراء تغنى.
تعليقا على غناء محمد عبد الوهاب لقصائد على محمود طه كتب الشاعر صالح جودت فى مجلة الكواكب عام 1957 يقول: غنى محمد عبد الوهاب للمرحوم على محمود طه قصيدة الجندول، ثم ليالى كليوباترا، ثم غنى له بعد وفاته «فلسطين» ثم تركه إلى الأبد.
قصيدة بعد مائة عام
ونظرا لإعجاب الشاعر على محمود طه الشديد بالوالى محمد على الكبير كتب قصيدته الشهيرة بعد مائة عام فى ذكرى مئويته يقول فيها:من هذه الروح وهذا الجبين.. يضيء في مصر منار السنين/ أشعة من بسمات المنى.. ومن رجاء كالصباح المبين / ومن قوى مشبوبة كاللظى.. عارمة لا تنثني، لا تلين / خطت بناء الملل ثم ارتقت.. تبني له المجد الرفيع المكين.
قال عنه الدكتور طه حسين فى مجلة الجبل عام 1959:إن شخصيته الفنية محببة إلىّ حقا، فيها عناصر تعجبنى كل الإعجاب، وتكاد تفتننى وتستهوينى، فيها خفة الروح، وعذوبة النفس، وفيها هذه الخبرة العميقة، الطويلة العريضة، التى لا حد لها، كأنها محيط لم يوجد على الأرض.
رحيل شاعر الرومانسية
رحل الشاعر الرومانسى على محمود طه فى مثل هذا اليوم 17 نوفمبر عام 1949 بعد إصابته بشلل نصفى مفاجئ أقعده عن الحركة وهو في قمة عطائه وقمة شبابه وهو فى الثامنة والأربعين، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة أعزب لا زوجة ولا أبناء.