في ذكرى ميلاده، أبرز المحطات بحياة "أحمد الشرباصي" المفكر والشيخ الذي كتب للسينما والمسرح
الشيخ أحمد الشرباصي رجل دين وخطيب مصري، عشق الأزهر كفكر وكان دائم الدفاع عنه وكان يقول "لأن أكون ساعيا في الأزهر خير من أن أكون وزيرا خارج الأزهر"وكان مستقلا في الرأى والفكر يؤيد الحق في أي مكان ومع أي هيئة رحل عام 1980.
ولد الشيخ أحمد الشرباصى فى مثل هذا اليوم 17 نوفمبر 1918، بلدة البجلات مركز دكرنس الدقهلية، وبدأ نبوغه منذ كان صغيرا بمعهد دمياط الديني بعد حفظه القرآن الكريم في كتاب القرية،عمل إماما لمسجد القرية وهو صبيا، تخرج في كلية اللغة العربية بالأزهر وكان الأول على الدفعة، وحصل على تقدير الامتياز في الماجستير والدكتوراة في الأدب والنقد وكانت رسالته عن السيد محمد رشيد رضا.
تدريس الشريعة الإسلامية
عمل الشيخ أحمد الشرباصى مدرسا في وزارة المعارف ثم في المعاهد فى الزقازيق وسوهاج،ومبعوثا علميا للأزهر الشريف في الكويت، ثم أسندت إليه أمانة الفتوى في الأزهر عام 1970 ولمدة ثلاث سنوات ثم عين وكيلا لرواق الحنفية بالأزهر، وفي خارج الأزهر انتدب لتدريس مادة الشريعة الإسلامية في معهد الخدمة الاجتماعية بالقاهرة، كما درس في كلية اللغة العربية، اختير عضوا بمجمع البحوث الإسلامية،والمجلس الأعلى لرعاية الشؤون الإسلامية، أيضا هو أول من دعا إلى إصدار الصكوك الإسلامية وبذلك مهد لانشاء البنوك الإسلامية.

شارك الدكتور أحمد الشرباصي في عدد من الجمعيات الأهلية والاجتماعية، وانتسب لجمعية الشبان المسلمين، وكان أمينها العام لمدة طويلة كما عمل مستشارا لهيئة الرقابة على المطبوعات ومراجعة الكتب الدينية والعربية. كما كان عضوا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

شارك فى اجتماعات مؤسسة السينما لبحث أسباب تدهور الفيلم المصرى بداية الستينات ألقى الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بالأزهر والرائد العام لجمعيات الشبان المسلمين محاضرة كانت غريبة على شيخ ازهرى يرتدى القفطان والعمامة ندوة لمناقشة أوضاع السينما المصرية والحديث عن أحوالها وكيفية النهوض بالفيلم المصرى بعد ان لفت نظره ازدحام المواطنين على دور السينما كتب عنها فى الصحف " أول شيخ يكتب عن السينما ".
سيناريو خالد بن الوليد
تحدث الشيخ احمد الشرباصى وقال انه شارك فى كتابة السيناريو والحوار فى فيلم خالد بن الوليد مع المؤلف عبد العزيز سلام حتى إنه جمع مادته التاريخية كما كتب عدة مسرحيات قدمت فى الاوبرا والإذاعة منها مسرحيات: مؤمنة مجاهدة، مولد الرسول عليه السلام، الحاكم العادل، مشرق النور.
التقاء الفن والدين
واختتم الشيخ أحمد الشرباصى كلمته بقوله: أرى أنه من الخير أن يعنى الأزهر عناية كبرى بدراسة السينما لاستغلالها فى بث التعاليم الدينية والأخلاقية وإذا ظل الأزهر على الحياد فى موضوع السينما فسيفوته توجيه هذه الأداة الخطيرة نحو ما يريده من اتجاه الأمة نحو الخير والرشاد، وأرى أن يؤلف الأزهر لجنة لدرس هذا الموضوع ليحدد موقفه من استخدام السينما فى نشر رسالته، وإذا تفنن رجل الدين وتدين رجل الفن التقيا فى منتصف الطريق لخدمة العقيدة السلمية والفن.
استمر الشيخ أحمد الشرباصي خطيبا ومحاضرا، ولم ينج من المعاناة السياسية في عهده فقد اعتقل بسبب بعض خطبه الحماسية، وكتب في سجنه "مذكرات واعظ أسير".
موسوعة أسماء الله الحسنى
وضع الشيخ أحمد الشرباصي أكثر من مائة كتابا في بحوث الدين والدعوة والتاريخ والأدب والاجتماع منها:حركة الكشف،بين صديقين، عالم المكفوفين، عائد من باكستان، أيام الكويت،الخطب الشرباصية، موسوعة اسماء المصطفى، القصاص فى القرآن، مجموعة الفداء فى الإسلام، يسألونك، موسوعة أخلاق القران، شكيب أرسلان وغيرها.
أصيب الشيخ الشرباصى بالمرض وبقى قعيد المرض شهورا حتى رحل عام 1980 بعد ان خلف وراءه مجموعة كبيرة من التراث الثرى.